كيف تواجه المواقف الصعبة والتجارب الفاشلة
المواقف الصعبة |
قد نقع أحيانا ضحية لعواطفنا، أو لتجارب فاشلة في مجالات الحياة المادية، والعاطفية وغيرها من المجالات الأخرى حيث نواجه قدر كبير من الآلام، والمشاكل، والعقد النفسية التي قد تدمر الكيان الداخلي للشخص، وتولد لديه الشعور بالإحباط، واليأس، والاستسلام وعدم الرغبة في مواصلة الكفاح من أجل تحقيق النجاح.
ولكن كيف يمكن لنا أن نتعامل مع تلك المواقف الصعبة؟ وكيف نستطيع التحكم في مشاعرنا وردود أفعالنا تجاه ما يحدث؛ لنتمكن من التماسك، وعدم الاستسلام؟ وماهي الطريقة التي يمكننا من خلالها الصمود، وعبور تلك المرحلة بسلام؟
- المواقف الصعبة في الحياة
إن أفضل شيء يمكن أن تقوم به عندما تسوء أمورك الشخصية هو أن تستمر في المحاولة، وتواصل رحلة النجاح التي بدأتها، لا تخف من التوقف وإعادة المحاولة من جديد وبشكل أفضل. لا تخش أن تُحب من جديد، وأن تبدأ حياة جديدة في مكان جديد، وأن تحلم من جديد.
لا تدع تجربة مريرة أو درسًا قاسيًا يجعلك تنغلق على نفسك وتستسلم، لإن أفضل دروس الحياة سوف تحصل عليها مـن أصعب المواقف، وأسوأ الأخطاء.
ستمر عليك ظروف وأوقات تجد فيها أن كل شيء يمكن له أن يسوء قد ساء فعلًا، وأن كل مصيبةٍ يمكن لها أن تقع قد وقعت، وستشعر أن عليك الاستسلام واليأس وإعلان الهزيمة.
ولكن ورغم كل هذا، اعلم أنه يجب على كل شيء أن يسوء قبل أن تنكشف الغمة ويذهب العسر كي يأتي اليسر والنجاح والنهاية السعيدة.
نعم الحياة قاسية، صعبة، غير عادلة، ولكن كل هذا ليس سببًا كافيًا ليمنعك من أن تعيش حياتك وتنظر إلى النعم والعطايا والهبات التي لديك.
مهما عانيت من عدم وضوح الطريق أمامك، حاول أن تبذل كل ما بوسعك من أجل تحقيق أحلامك، حاول أن تتمتع بما لديك من النعم، واعلم بأنك حتى لو لم تصل إلى ما تُريد، فإنك ستصل إلى المكان الذي تستحقه، ويجب عليك أن تكون فيه.
إن الحياة لا تُعلمك بالمجان، فهي بقدر ما تُعطيك تأخذ مِنك، لا تعطيك القوة والصلابة إلا بعد أن تمضي بك على أشواك الألم والخيبة آلاف المرات، ولا تُهديك القوة، والخِبرة والثبات إلا حين تجلُدك بِسياط الصدمات مرة تلو الأُخرى.
لذا مهما كانت المواقف التي تمر بها، والمشاعر الحزينة أو المؤلمة التي أنت عليها اليوم يجب أن لا تبقى غارقًا في مشاكلك، وأحزانك، وتستسلم للواقع المؤلم.
ليس معنى هذا أن الحياة صعبة وأنك لا تستطيع أن تستمتع بحياتك وتحقق ما تريد. مهما كان ما يمر بك، اعلم أنك ما دمت حيًا سوف تتاح لك العديد من الفرص؛ لا تيأس أبدًا، ولا تـدع اليأس والإحباط يسيطر على حياتك.
كل ما تمر به من ضغوطات، ومشاكل، ومشاعر حزينة، كل تلك الأشياء عبارة عن مجرد ظروف مؤقتة ستمر وستنتهي مع الوقت، لذا لا تنحرف ولا تغير مسارك بسبب فترة زمنية مؤلمة، ولا تتخذ قرارات مصيرية وأنت تمر في ظروف سيئة ومؤلمة؛ كل ما عليك فعله في هذه المعركة هو الانتظار فقط، والمحافظة على المسار الصحيح الذي رسمته لنفسك، والاستعانة بالله سبحانه وتعالى، لا يمكنك أن تَحكُم على حياتك، وتحدد قيمتك من حيث المكانة، أو الحالة التي أنت عليها اليوم؛ لأن الماضي المؤلم والمضطرب ليس دليلًا على المستقبل المجهول أبدًا.
- كيف تتخطى المواقف الصعبة؟
إن طريقة تفكيرك ونظرتك لما يحدث لك هي من تحدد ردة فعلك وطريقة تعاملك معها، فـ التجارب الفاشلة، والأحداث المؤلمة إما أن تدمرك وتنهيك، وإما أن تزيدك قوة وصلابة؛ وذلك إذا نظرت إليها على أنها تجارب سوف تتعلم منها الخبرة في مواجهة الحياة؛ الأمر يعود لك وإلى طريقة تفكيرك. إن القيمة الحقيقية للشخص هي مقدار قوته في الصمود ومواجهة المواقف الصعبة والمؤلمة، ومقدار ما يستطيع تحمله من الألم في سبيل تحقيق أهدافه وطموحاته.
- كيف تتغلب على المواقف الصعبة وتحقق ما تريد.
عندما تتسلل أفكار الاستسلام إلى ذهنك، وتقتنع بأن العيش بسلام أرحم من المواجهة، وتشعر بأنك وصلت إلى نهاية طريق ما... في حياتك ربما نهاية الطريق لحلمك الذي لم يتحقق بعد!
عندما يراودك هذا الشعور تذكر البداية.. تذكر أول لحظة رسمت فيها حلمك... كيف نظرت إليه؟ وكيف كان شعورك تجاهه؟
ربما راودك الشك و اعتراك التوتر والقلق بشأنه.
لقد كنت تعلم منذ البداية بأنه صعب... مؤلم... أشبه بالمستحيل... وقد يكلفك الكثير...
ولكنك رغم كل ذلك قبلت به، وعزمت على تحمل كل المشاق والمتاعب في سبيل تحقيقه والوصول إليه.
لقد كنت تعلم منذ البداية بأن الطريق ليس مزينًا بالورود فما الذي تغير الآن؟
النجاح في الحياة ليس بالأمر الصعب؛ النجاح سهل ولكنه يحتاج إلى الاستمرار في القيام بالمهام اليومية والأعمال الصغيرة التي سيتم تحقيق النجاح من خلالها يومًا ما، النجاح يحتاج إلى رغبة، وقوة إرادة، وصبر مهما كانت المعوقات.
الحياة ليست سهلة لدرجة أن تجد فيها ما تريد دون أن تخسر وتتعب في سبيل تحقيقه.
كل من حقق النجاح في هذه الحياة بدأ من الصفر، ومر في سلسلة كبيرة جدًا من محطات الفشل، ولكنه لم يستسلم ولم ييأس؛ لأنه يؤمن بنفسه وبقدرته على تحقيق ما يريد.
إن ما يحدد قوة شخصيتك هو قدرتك على التحكم بمشاعرك والسيطرة على ذاتك، والحفاظ على الهدوء في الأوقات الصعبة، هذا هو الوقت الذي يمكنك من اكتشاف نفسك وأي نوع من الأشخاص أنت، وذلك عندما تواجه الشدائد وتعتقد اعتقادًا جازمًا بأنك قادر على المضي قدمًا نحو تحقيق أهدافك.
أحيانًا قد تكون سبب الصدمة النفسية التي تعرضت لها نتيجة للفشل هو تقصيرك فيما يتوجب عليك فعله، وعدم إدراكك للواقع المحيط بك، أو خوفك من انتقادات الأشخاص لك.
لذا عندما تمضي في الحياة مُطارِدًا أحلامك، وأهدافك، وطموحاتك، يتوجب عليك أن تُضحي براحتك، وتخرج من منطقة الأمان التي تعيش فيها؛ وهذا قد يعني ألا ترتاح وألا تنام بما يكفي، لأسابيع أو شهور، وأن تتقبل نظرات التقليل من شأن ما تفعله، وأن تتحمل كل تلك الأراء السلبية المُحبطة مِمَن هم حولك، وأن تسير وحيدًا أحيانا، وأن تقبل مواجهة الصعاب والشدائد؛ للكشف عن مدى إصرارك وعزيمتك وقوة تحملك.
ولكي تتمكن من الصمود ومواجهة التحديات والصعاب والصراعات يجب عليك أن تدرك بأن تلك التحديات ماهي إلا مجرد مراحل وأوقات لحظية ستمر وستنتهي، كما يجب عليك أن تصل إلى قناعة تامة مفادها أن الصراع مع الظروف، ومع المحيط الاجتماعي ليس شيئًا تجده على الطريق بل هو الطريق ذاته، وأن النجاح الذي ستحققه في نهاية هذا الطريق يستحق بأن تتحمل كل صعوباته وآلامه في سبيل الوصول إليه وتحقيقه.
عندها ستدرك بأن أجمل شعور في الحياة هو شعورك بالسعادة حين تقهر كل تلك الصعاب والعوائق، وتحقق هدفك الذي وضعته لنفسك وخرجت من أجل تحقيقه منذ زمن بعيد.
لمشاركة المقال من هنا👇