الفشل في الحياة
الفشل |
يمكن للحياة أن تقودك في اتجاهات ومسارات مختلفة، وبـ اعتبارك الراوي والمخرج في قصة حياتك فإن بإمكانك اختيار الطريق أو المسار الذي تعتقد بأنه يتناسب مع مواهبك ومهاراتك وقدراتك.
بغض النظر عن الفشل الذي تواجهه أو الماضي وتجاربه، فإن بإمكانك البدء في رسم مستقبلك دون الحاجة إلى إرساء قواربك إلى الماضي، ولكي تنجح في ذلك يتوجب عليك لكي تتخطى فشلك أن تنسى الماضي بكل ما فيه من تجارب مؤلمة وقاسية.
يجب أن تسمح لـ قواربك بالإبحار في المياه المفتوحة، وهذا يعني أن مستقبلك مفتوح للبدء في صفحة جديدة وطريق جديد.
الفشل طريق النجاح
مهما كان حجم الفشل الذي واجهك في الحياة، ومهما كانت الخسائر، انسى الماضي بكل ما فيه، اعد تشكيل نفسك، ضع معيار جديد لحياتك، اكتشف نقاط قوتك واعمل على تطويرها، اترك نسختك القديمة وتخلى عن أفكارك السلبية.
إن الفهم الأعمق للحياة هو أن كل ما مر، وما سيمر بنا في حياتنا من أحداث ليس لنا الحق في أن نُطلق عليه حُكمًا بالسوءِ أو الشر؛ بل هو مقتضى الحِكمة الإلهية التي تَسير بِنا في الطريق المرسوم الذي سيُوصِلنا لِغايتنا، فما دامت حياتنا مُتقلبة بين العسر واليسر، وما دُمنا نعيش بين الرِضا والشكر، فنحن في خيرٍ عظيم.
لذا لا تيأس ابدًا مهما كانت العبقات، والشدائد التي تواجهها، كن على ثقة بأنك شيء عظيم أوجده الله لهدف وغاية ووضع فيك ما يميزك عن غيرك.
قد تتعثر في طريقك، وتفقد توازنك، وقد تحزن وتنطفئ روحك، لكنك لست بعاجز أو أقل من غيرك، لا تلتفت لكل ما يُحبطك، أنت وحدك من تستطيع أن تُفجّر طاقاتك، وتُحقق أحلامك، أنت من ستصنع سعادتك وتُغير حياتك.
تأمل نفسك واعرف قيمتك جيدًا، ضع في بالك بأن ليس كل فقدان شيءٌ سيء؛ لأن فقداننا للأمل أحيانًا ما هو إلا تحررنا من وهم عشنا فيه ظانين أنه سيتحقق، وفقداننا للأشياء التي تَعلقنا بها ما هو إلا قدرٌ يُعِيدنا للواقع أكثر، ويجعلنا نعيد ترتيب أنفُسِنا من جديد لِنُحيي أملًا جديدًا، ونبدأ بداية صحيحة، وحياة جديدة.
كيف تتخلص من اليأس والإحباط الذي يولده الفشل.
بدايةً كيف شكلت تجارب الماضي ظروفك الحالية؟ هل تعتبر الماضي مع الأسف وصمة عار؟ في حين أن هذا قد يكون طبيعيًا إذا كنت تقدر الدروس والخبرات الأساسية من تجاربك السابقة التي لم تتمكن من النجاح فيها؛ لأن تلك الانتكاسات ومحطات الفشل التي نمر بها، وتلك الجروح التي تصيبنا ما هي إلا نقطة تحول محورية يمكن أن تكشف لنا عن عمق طبيعة الذات البشرية، فهي مفيدة إذا استخدمنا تلك القوة والمشاعر كدافع نفسي قوي في سبيل تحقيق النجاح والمتعة وتجنب الألم والمعاناة وتوجيه كل مشاعرنا نحو التخلص من ذلك الشعور مرة أخري في المستقبل ليتم دمجها في كياننا الداخلي.
إن المتعة والألم هما التوأم الذي يشكل مصير الإنسان ومستقبله، فالإنسان يتجنب الألم ويحرص على المتعة وقد يكون الألم صديقًا لنا إذا تألمنا بالقدر الكافي من نمط حياة نعيشه حيث يدفعنا هذا الألم إلى تغيير هذا النمط للأفضل، وذلك من خلال ربط السلوك الذي نريد أن تغيره بشعور قوي بالألم ثم إبداله بالسلوك الجيد مع ربطه بقدر كبير من المتعة.
فيما يلي مجموعة من النصائح والطرق التي سوف تساعدك في التخلص من اليأس والإحباط الذي يولده الفشل وهي:
- غير الطريقة التي تنظر بها للفشل.
هناك وجهة نظر لـ الدكتور أليكس ليكرمان الذي يكتب حول علم بناء الذات غير القابلة للتدمير يقول "يجب أن نغير الطريقة التي ننظر بها للفشل وذلك عن طريق تغيير سرد الماضي من خلال مشاهدته من وجهة نظر الباقين بدلًا من الضحية"، طريقة أخرى قد تكون قادرة على تحسين قدرتنا على إدارة الألم وذلك عن طريق إعادة سرد قصصنا عن تجارب مؤلمة سابقة حدثت معنا من منظور مختلف ليس مع التركيز على شدة الألم والمعاناة الذين شعرنا بهما، ولكن على حقيقة كيف كنا أقوياء واستطعنا أن ننجو من تلك المعاناة والألم في الماضي، كذلك يمكننا المواجهة والبقاء على قيد الحياة حلقة مماثلة في الوقت الحاضر وبقوة أكبر.
- عيش اللحظة المؤلمة وتحمل الشعور السيء.
اسمح لنفسك بالشعور بالحزن علي فشلك أو فقدانك لشيء ما، عيش اللحظة المؤلمة وتحمل الشعور السيء ولكن لا تبني عليه نية أو تتخذ فيه قرار، دعه يعبر بصمت وسلام حتى يقل ويتلاشى وجوده.
- افخر بـ نجاحاتك التي حققتها في الماضي وذكر نفسك بها.
مهما كانت الحياة التي أنت عليها اليوم، ومهما كانت المكانة الاجتماعية التي وصلت إليها، ومهما كان معدلك وتخصصك وطبيعة دراستك أو عملك، افخر بكل مرحلة وصلت لها بجهدك.
- لا تقارن نفسك بأحد.
لا تقلل من إنجازاتك ولا تقارن نفسك بغيرك، واعلم بأن لديك حياة وظروف وفكر وشخصية مختلفة، نصيب وقدر خاص بك لا يشبه غيرك.
- ثق بنفسك ولا تدع كلام الناس يحبطك.
تجاهل من يحبطك، وأجعل الألم الناتج من ذلك الإحباط دافعًا لك ومحفزًا لكي تنجز أكثر وأكثر، اثبت لهم بأنك أهلًا للنجاح والتفوق. دعهم يكتشفون مع مرور الأيام خطائهم عندما كانوا يعتقدون بأن كلماتهم السامة تلك تستطيع أن تحطمك وتثنيك عن تحقيق أحلامك وأهدافك وبلوغ غايتك. حافظ على هويتك ولا تسمح لأحد بأن يحدد مسارك في الحياة، لا تبحث عن رضى أحد فأنت لم تأتي الى الدنيا لنيل رضى أحد، فلن يرضوا عنك حتى تشبههم وتكون ما يريدون هم، ليس عليك أن تعجب أحدًا، لست هنا للعرض، ليس عليك إقناع أحد، دعهم وآراءهم فهي لا تمثلك إنما تمثلهم لا علاقة لك بـ تفسيراتهم بنظرتهم، بـ مخاوفهم التي يحاولون زرعها فيك، بالثوب الذي خاطوه لك، بـ القالب الذي يريدون وضعك فيه. استمع للجميع، تقبل الجميع، سامح الجميع، أحب الجميع، افهم جميع الرسائل التي يحملونها لك ولكن لا تنسى من أنت؟ ومن تكون؟
كيف تؤسس نفسك وتبدأ حياتك من جديد.
يومًا ما ستضحك علي حالة اليأس التي أنت عليها اليوم، سوف تتغير كثيرًا، قد تُحب ما تكره، وربما تكره ما تُحب، سَتنسى كل ما تعلقت به وتَمضي، ستُدرك بأن الحياة قد جعلت منك شخصًا آخر.
عندها ستدرك بأن صدمات الحياة وتجاربها المؤلمة جعلت منك شخصًا أكثر نُضجًا، وتفاؤلًا ونجاحًا وحكمة.
غالبًا ما تكون التجارب المؤلمة تجارب بمثابة ميلاد جديد، وحياة جديدة، تجارب تعيدنا للحياة بتركيبة أخرى قد تكون صلبة فاقدة للمرونة، أو هشة قابلة للتحطيم والتفتت، الأمر يعود لنا، من خلال ردود أفعالنا، وطبيعة أفكارنا وتصوراتنا لما يحدث معنا، ولِلطريقة التي نواجه بها ظروف الحياة وتقلباتِها. فيما يلي مجموعة من الطرق التي سوف تساعدك على تخطي الفشل والبدء من جديد:
1- حدد أهدافك.
لكى تحقق النجاح في حياتك يجب عليك أن تقرر بدقة ما الذى تريد أن تحققه، ماهي أهدافك، ما الحياة التي تود أن تعيشها، وما هي الطريقة التي ستوصلك إلى ذلك، ثم تدفع الثمن اللازم للحصول على ما تريده، طالما أن الحياة ليست في خطر مباشر، يمكن حل أي شيء آخر تواجهه في أي وقت. تحتاج فقط إلى التركيز على ما يجب فعله للتخفيف من حدة المحنة التي تواجهها في تلك اللحظة المحددة. طالما يمكنك العمل على إيجاد حل فأنت في طريقك إلى السعادة المطلقة والنجاح الذي لا يمكنك تخيله.
كل ما عليك فعله هو أن تكون منفتحًا قابل للتغيير والتطوير في أي لحظة. ركز على أهدافك فقط، يومًا ما ستصل إي ما تريد، وستنجح مهما طال الطريق.
2- كن قويًا وإياك أن تيأس وتستسلم.
لا تفقد الأمل مهما تكالبت عليك الظروف، أن يصيبك اليأس من علاقة فاشلة، أو مشروع أخفقت فيه، أو دراسة لم توفق فيها، فهذا لا يعني أن حياتك كلها فاشلة، لا يعني أنك لن تنجح مستقبلًا.
إياك أن تجعل تجربة واحدة سيئة تحكم سائر حياتك، ما حصل لك ما هو إلا جزء بسيط من حياتك، فلا تتذمر وتيأس وتعمل على تدمير ما تبقى من حياتك بسبب ما جرى لك، فأنت أكبر وأقوى من ما تعتقد بكثير.
3- ابتعد عن الأشخاص السلبيين واختر بعناية نوعية الأشخاص الذين تُخالِطهم.
لعبة نجاحك في الحياة تعتمد إلى حدٍ كبير جدًا على اكتشاف الأشخاص الطيبين والحقيقيين ونيل ثقتهم وجذبهم إليك واكتشاف الخبثاء المزيفين والابتعاد عنهم قدر الإمكان.
ولكن الطامة الكبرى تقع إذا عكست الصورة أي إذا كنت لا تستطيع اكتشاف الأشرار قبل فوات الأوان والتهرب منهم، أو إذا كنت لا تستطيع نيل ثقة الطيبين من الناس فيك فإن ذلك سيكلفك الكثير جدًا من الخسائر والألم.
4- برمج عقلك الباطن على النجاح.
الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك لا تؤثر فقط على لحظتك الحالية؛ بل يمكن أن تتحول إلى قناعات ومعتقدات تؤثر على ما تقوم به مستقبلا.
إذا كنت تفكر بعقلية الضحية وتحدث نفسك أن الحياة غير عادلة فستكون تصرفاتك وسلوكياتك وردود أفعالك تجاه ما يحدث من حولك وفق هذه الفكرة.
لن تكافح لتحقيق أهدافك لأنك تشعر بالمضلومية أو عدم الاستحقاق وتظن أن النجاح ليس من حقك أو نصيب غيرك، فالنظرة غير العادلة ستؤثر على تصرفاتك وسلوكياتك التي تشكل واقعك.
5- تفاءل وأحسن الظن بالله.
مُد بصرك للكون ستجد طاقة الحياة في أبهى حُللها تشع وتشرق وتتفاعل معك بانسجام...
أنظر حولك، لترى الزهور بألوانها الرائعة تتطلع للحياة بكل حب ومصداقية...
انظر لتلك البذور الصغيرة جدًا التي تشق طريقها من الأرض نحو الفضاء موقنة بأنها ستأخذ نصيبها من الحياة...
أينما تمد بصرك ستجد العمل، والتفاؤل، والجد، والسعادة، والكفاح...
افتح قلبك للآخرين...
افتح نوافذك للحياة...
افتح ذراعيك لما ينساب إليك من قوى الخير الذي يحمله هذا الكون العظيم لك بفضل الله.
عليك أن تدرك وتتيقن من أعماق قلبك أن الخير والفرح يُحيط بك من كل جوانب حياتك...
مع بداية كل يوم جديد...
وإشراقة جديدة...
هناك أمل جديد...
لا تيأس ولا تستسلم، ولا تسمح لأحد مهما كان أن يحدد طريق حياتك، أو يتحكم فيك، ولا تضع لكلام الناس وآرائهم السلبية أي اعتبار، كن أنت نفسك كن ذاتك التي ترضى أن تعيش بها، مهما كانت الظروف فـ الله معك وراعيك ومتكفلٌ بك، استمتع برحلة الحياة وتوكل على الله دائمًا وأبدًا.