هل فكرت يومًا في الأسباب التي تمنعك من تغيير حياتك، وتحول بينك وبين تحقيق النجاح الذي تحلم به؟
هل سألت نفسك عن السبب الرئيسي الذي يجعلك ترضى بالواقع وتخاف من التغيير والمخاطرة في سبيل تحقيق أهدافك وطموحاتك؟
ربما يكون لديك رغبة كبيرة في معرفة ذلك؛ لأنك تدرك جيدًا بأنك تستحق أكثر من ما أنت عليه الأن، وأن الفشل الذي أنت فيه ليس لغبائك أو ضعفك أو قلة إبداعك؛ بل لشيء آخر لم تتمكن من إدراكه بعد..
في هذا المقال سنتحدث عن الخوف من التغيير، وعن أهم 10 خطوات يمكنك من خلالها تغيير حياتك للأفضل، والتغلب على كل الصراعات الداخلية التي لديك، وبناء نظام ثابت لإدارة ذاتك.
الخوف من التغيير
نحن جميعًا نريد تغيير حياتنا وتغيير الطريقة التي نعيش بها، ولكن القليل فقط هو من ينجح، وذلك لأن الإنسان بطبيعته البشرية يميل إلي كل ما يعتاد عليه ويألفه، ويحاول الحفاظ على ما هو عليه؛ ومن هنا يتولد الخوف من التغيير، فأي تغيير يطرأ على حياتنا يستدعي معه العديد من المخاوف كالخوف من تغيير العمل، والخوف من الفشل، والخوف من المستقبل، وغيرها من المخاوف.
لذا قد يكون من الصعب تبني التغيير أو ترك طريقة قديمة في الحياة، ولكن القرار في الأخير يعود لك، حيث يمكنك أن تختار النهوض والمضي قدمًا نحو تحقيق أهدافك وطموحاتك، وتواجه كل الصعاب والتقلبات والمنعطفات المؤلمة، أو أن تختار البقاء عالقًا في الماضي وقابعًا في عمق المعاناة والخوف من التغيير إلى أن تتلاشى أحلامك وأهدافك تدريجيًا، وتفقد شغفك وحبك للحياة لتستيقظ يومًا ما وتجد نفسك مدفونًا في عمق الخلل وفي نفس الوضع ونفس المكان، لدرجة أنك بالكاد تتذكر من أنت؟ وماذا تريد؟
ما الذي يجب عليك أن تدركه قبل أن تبدأ في تغيير حياتك
يجب عليك أن تُدرك بأن التغيير شيء حتمي وأن الأشياء سوف تستمر في الحدوث وبطريقة غير متوقعة وغير مرغوب فيها أحيانًا ولا يمكنك السيطرة عليها، ولكن يمكنك دائمًا اتخاذ القرار الصحيح والمناسب ومحاولة استغلال كل طاقاتك وإمكانياتك في سبيل الوصول إلى المكانة التي ترغب فيها، وتحقيق الطريقة التي تريد أن تعيش بها حياتك، لذا كن مستعدًا للانفتاح على الحقائق الجديدة والتعلم منها لكي تنمو وتزيد فرصك في النجاح.
إن التغيير والتخلي عن ما أنت عليه ليس بالأمر السهل، ولكن إذا قررت البدء فيه والالتزام به، فإنك تستطيع أن تتكيف معه وتحقق ما تريد، لذا قبل أن تبدأ في عملية تغيير حياتك يجب عليك أن تدرك الآتي:
- إن أقوى التغييرات في حياتك ستحدث عندما تقرر التركيز على ما يمكنك التحكم فيه والسيطرة عليه فقط.
- إن السبب الرئيسي للشعور بالشقاء والتعاسة هو مقاومة التغيير وعدم قبول الحياة كما تقدم نفسها.
- إن السر في المضي قدمًا نحو التغيير وتحقيق النجاح هو تركيز كل طاقتك ليس على التخلص من الماضي، أو تغيير ما هو غير قابل للتغيير، ولكن على بناء وتطوير شيء جديد ومختلف.
- إن السير في مسار جديد قد يكون أمرًا صعبًا، ولكنه ليس أكثر صعوبة من البقاء في موقف أو مكان لم يعد مناسبًا، أو لم يعد منه أي فائدة.
أهم 10 خطوات لتغيير حياتك والبدء في حياة جديدة
لا يمكنك تجنب الأحداث غير المتوقعة في حياتك، ولكن يمكنك التحكم في ردود أفعالك وتفاعلك معها. لذا فإن قوتنا في اختيار ردود الفعل المناسبة هي التي تمكننا من تفعيل التغيير الإيجابي في حياتنا.
ليس هناك أي شك في أن جزء من حياتك يتشكل من خلال ظروف لا يمكنك السيطرة عليها، ولكن الجزء الكبير منها تقرره ردود أفعالك على تلك الظروف التي تحدث لك.
لذا فإن الهدف هنا ليس التخلص من كل أفكارك أو مشاعرك أو مقاومة ظروف حياتك، لأن هذا شيء مستحيل وصعب، ولكن الهدف هو تغيير ردود أفعالك تجاه ما يحدث لك، والعثور على الدافع النفسي الذي تحتاجه لاتخاذ خطوة إلى الأمام.
إن التصرف بناءً على قوتنا في الاختيار يوفر لنا المزيد من الفرص لتغيير حياتنا للأفضل، فكلما زادت الفرص التي نخلقها لتغيير حياتنا، أصبحت حياتنا أكثر نجاحًا وسعادة. فيما يلي أهم 10 خطوات يمكنك القيام بها للبدء في تغيير حياتك:
1. ابحث عن المعنى من خلال تحديد رسالتك في الحياة
هل سألتك نفسك يومًا عن ما الذي تريد تحقيقه في حياتك؟ ما هي أهدافك وطموحاتك؟ وما هي الأشياء التي تشعر بأنها تعطيك القيمة وتجعل لحياتك معنى؟
بدون وجود هدف أو رسالة لن يكون هناك دافع نفسي أو رغبة في الحياة، ولن يكون هناك أي معنى للحياة التي تعيشها.
معنى الحياة ليس شيئًا نظريًا يمكنك الحصول عليه مُسبقًا؛ بل شيئًا عمليًا يُبنى بالتدريج من خلال تحديد رسالتك وأهدافك في الحياة.
بدون وجود معنى لحياتك ورسالة تخدم بها نفسك والمجتمع أو العالم من حولك ستقضي ما تبقى من حياتك في حالة من التخبط والشعور بالضياع.
إن تحديد رسالتك في الحياة أمر مهم جدًا، فهي بمثابة دستور يوضح لك الأمور المهِمة في حياتك، ويمنحك القدرة على التركيز وتصميم حياتك، واتخاذ قراراتك المصيرية بنفسك.
كما أنها تعطيك شعورًا أعظم بالمعنى والغاية من وجودك على ظهر هذا الكوكب.
رسالتك في الحياة هي دورك أو مهمتك في هذا العالم. يمكنك تحديد رسالتك من خلال عدة خطوات وهي:
- اعرف نفسك أولًا. لا شيء يمكن أن يغير حياتك أسرع من اكتشاف ذاتك وسبر أغوارها، ومعرفة نقاط القوة والضعف، واكتشاف المواهب، وتطوير المهارات التي لديك. اكتشاف مواهبك وقدراتك يساعدك على تحديد أهداف مناسبة لها، وهذا بدوره يُسهل عليك تحقيق النجاح في حياتك.
- حدد أهدافك. عندما تكتشف مواهبك، وتطور مهاراتك، وتدرك قدراتك، وما هو مهم بالنسبة لك؛ فإن بإمكانك تحديد أهداف تتناسب مع تلك المواهب والمهارات. ولكن قبل أن تحدد أهدافك يجب عليك أن تركز أكثر على تحديد أهداف تُلبي شغفك، ولكن كيف يمكنك معرفة شغفك؟
يمكنك إدراك شغفك من خلال البحث عن الأشياء التي تحب القيام بها، ولا تشعر بمرور الوقت عند ممارستها.
بعبارة أخرى فإن أي شئ يختفي فيه الزمن وتشعر بالمتعة عندما تمارسه هو شغفك، ولكن ليس بالضرورة أن تصل لهذا المستوى من أول محاولة، ربما تحتاج لممارسة شئ ما لم يكن شغفك ثم مع الممارسة صار شغفًا لك، لذلك اكتشف.. ابحث.. مارس.. حتى تجده.
بعد أن تقرر بدقة هدفك جَزّء ذلك الهدف إلى أهداف قصيرة المدى (أسبوعية أو يومية)، وأهداف متوسطة (شهرية أو سنوية)، وأهداف طويلة (خمس سنوات أو أكثر).
ولكن تذكر أن أهدافك يمكن أن تتغير، فكن مرنًا في تحقيقها، لا تلزم نفسك بهدف واحد وتجعله هدفك الوحيد فإذا فشلت فيه تحطمت أحلامك وانكسرت نفسك عن تحقيق غيره.
يجب عليك أن تدرك بأن الغاية واحدة وطرق تحقيق تلك الغاية كثيرة ومختلفة، حيث يمكنك تغيير أهدفك مع تَغيُر الأشياء من حولك، أو مع ما يناسب ظروف حياتك.
2. ضع رؤية لحياتك
الرؤية هي النتيجة النهائية للأهداف التي وضعتها لنفسك، وما تود الوصول إليه وتحقيقه في حياتك.
لذا فإن القدرة على تغيير حياتك يعتمد على امتلاك رؤية لها، وذلك لأن الرؤية التي شكلتها عن الحياة التي تريد أن تعيشها في المستقبل سوف تولد لديك الدافع أو الحافز النفسي لتغيير حياتك وبذل المزيد من الجهد في سبيل تحقيق تلك الرؤية.
3. برمج عقلك الباطن على النجاح وتأكد من صحة معتقداتك وقناعاتك الذهنية
إن معرفة نفسك تبدأ بمعرفة أفكارك، والتأكد من صحة مخاوفك ومعتقداتك وقناعاتك الذهنية.
أفكارك هي من تشكل حياتك، فكل كلمة تقولها لنفسك هي بمثابة برمجة لعقلك الباطن لذا فأنت تصبح كما تفكر؛ لأن أفكارك و تفسيراتك للظروف تؤثر بشكل مباشر على معتقداتك، وعلى قناعاتك الذهنية الموجودة في عقلك الباطن الذي يتحكم في سلوكياتك وردود أفعالك تجاه ما يحدث لك.
بعبارة أخرى فإن ما تعتقده هو ما ستحصل عليه. هذا هو السبب في أنه من المهم جدًا أن تعرف أفكارك، فأنت تشكل حياتك من خلال ما تفكر فيه باستمرار - جيدًا كان أو سيئًا - عندما تفكر باستمرار في شيء ما فأنت تقوم ببرمجة عقلك الباطن على تحويل أفكارك إلى واقع.
لذا يجب عليك أن تتخلص من التفكير السلبي وتبدأ في التفكير الإيجابي والتوقعات الإيجابية باستمرار وعن قصد، لأنك بهذا ترسم صورة ذهنية للنجاح المستقبلي الذي تريد تحقيقه.
عندما تحاول فهم أفكارك والتحكم فيها وتغييرها لتكوين عقلية إيجابية، فإن هذا يساعدك على الارتقاء وتحقيق المزيد من النجاحات.
4. أوجد البيئة المناسبة للنجاح
تغيير بيئتك والتخلص من كل ما هو في سلبي في حياتك أحد الأمور المهمة التي تساعدك في تغيير حياتك، لأن البشر بطبيعتهم الإنسانية يتأثرون بشدة بالمدخلات الخارجية التي تحيط بهم.
ابتعد عن الأصدقاء المتشائمين ذوي التفكير السلبي الذين يشككون في قدراتك وإمكانياتك، لأنك بمرور الوقت سوف تميل إلى الاستسلام وتصديق القيود التي يضعونها أمام طموحاتك وأحلامك.
اختلط أكثر بالأشخاص الإيجابيين الذين يرغبون في رؤيتك ناجحًا. الأشخاص الذين يلهمونك ويساعدونك بالفعل على تنفيذ الأشياء التي ترغب في تحقيقها.
عندما تبدأ في تغيير محيطك بما يتناسب مع الحياة التي تريد أن تعيشها فإن هذا التغيير يُسهل عليك سلوك المسار الذي تريد اتباعه.
5. عيش اللحظة
لا تندم على ما فاتك من فرص، ولا تنشغل في توقع ما سيحدث في المستقبل، عندما تقلق كثيرًا بشأن المستقبل، أو تندم طويلًا على الماضي، فأنت فعليًا تدمر حياتك، عيش اللحظة فقط لأن حياتك هي ما أنت فيه الآن، ركز على ما يمكنك فعله اليوم.
إن رغبتنا في تحقيق النجاح والحصول على السعادة هي رغبة في حالة مستقبلية، وليس رغبة في الحاضر. لقد انشغلنا بكل مشاكلنا في الوقت الحاضر لدرجة أننا أصبحنا نفتقد السعادة والمتعة الثمينة لهذه اللحظة.
إن الاستمتاع باللحظة مع صديقك المقرب تعتبر لحظة سعادة، كما أن مساعدة المحتاجين، وإظهار الامتنان بشكل يومي هو تجربة للسعادة في الوقت الحالي.
لا تفوت هذه اللحظات كونك مشغول جدًا في التركيز على سعيك وراء النجاح والسعادة.
6. تقبل ذاتك
لكي تتمكن من تغيير حياتك أنت بحاجة إلى تقبل ذاتك؛ لأن التقبل الكامل للذات يؤدي إلى الثقة بالنفس، مما يسهل عليك إحداث تغيير في حياتك.
بالرغم من كل الإحباطات وحالات الفشل أو الازدراء التي يمكن أن تواجهها في حياتك فإن قبول من أنت، ومحبة نفسك، والتقبل الكامل لذاتك ولما أنت عليه له دور كبير في تغيير حياتك، حيث يساعدك على المضي قدمًا نحو تحقيق النجاح الذي تحلم به.
اتبع شغفك، ومارس الأشياء التي تحب القيام بها، كُن ممتنًا لكل ما لديك، لا تقلق بشأن ما يعتقده الأخرون، أو ما إذا كان هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب عليك فعله، أم لا. إذا شعرت أنه صحيح، فتصرف بناءً عليه وابدأ في إنشاء الحياة التي ترغب فيها.
7. واجه مخاوفك
إذا كنت تريد تغيير حياتك، فتعلم كيف تواجه مخاوفك وتتخلص منها.
لا تدع مخاوفك تشكل حياتك وتحدد مسارك في الحياة. بمجرد أن تواجه مخاوفك، فإنك تستعيد قوتك في اختيار الطريقة التي تريد أن نعيش بها حياتك، وعندما تفعل ذلك فأنك تبدأ في تغير حياتك للأبد.
8. اخرج من منطقة الأمان والراحة التي تحيط نفسك بها
غامر ولا تخشى المخاطرة، افعل الأشياء التي ترغب في حدوثها حتى لو كنت تخاف من القيام بها، بدون مخاطرة لن تستطيع أن تُحقق شيئًا، لذا خاطر ولكن بذكاء، ضع خطة للتنفيذ، ثم انطلق ونفذها. لا تتوقف أبدًا عن القيام بأشياء مُخيفة إذا كنت تريد حقًا تغيير حياتك.
9. تحمل مسؤولية حياتك
كن شجاعًا بما يكفي في اتباع حدسك، واتخاذ قراراتك المصيرية بنفسك، لا ترضى بأقل مما ترجوه لنفسك، لا تدع الآخرين يشكلون حياتك ويقررون ما هو مهم بالنسبة لك، وما يجب عليك القيام به، يجب أن تُشكل حياتك بنفسك بدون أي تأثير خارجي من أحد.
10. استمر في التعلّم وبذل المزيد من الجهد
في كل مرة تتعلم شيئًا جديدًا، تكتسب المزيد من المعرفة، ومع المزيد من المعرفة تزداد ثقتك بنفسك.
الاستمرار في التعلم وتطوير المهارات، واكتساب مهارات جديدة يساعدك على أن تكون أكثر قابلية للتكيف مع التغييرات التي من الممكن أن تحدث في المستقبل. كما أنه يُشجعك على أن تكون أكثر إبداعًا وابتكارًا في تفكيرك، مما يولد لديك شعور براحة أكبر في اكتشاف ومواجهة المجهول.