كيفية تحقيق النجاح في الحياة
سلوكيات وأسرار النجاح |
هل سألت نفسك يومًا عن السبب الرئيسي الذي يجعل بعض الأشخاص أكثر نجاحًا من غيرهم؟
قد تعتقد أن ذلك بسبب ذكائهم أو لأنهم محظوظون أكثر من غيرهم، ولكن الأمر ليس كذلك؛ فبإمكان أي شخص تحقيق النجاح مهما كان معدل ذكائه، فقد أثبتت العديد من الدراسات التي قام بها علماء النفس أن الفرق يكمن في طريقة تفكير الشخص ونوع عقليته التي تؤثر بشكل كبير على سلوكياته وأدائه.
تحقيق النجاح لا يتم عن طريق الذكاء أو الحظ فقط، ولكن عن طريق مزيج من السلوكيات، والعادات الذكية، والرغبة، ونُظم التفكير السليمة.
فمن خلال إجراء بعض التغييرات الواعية في سلوكياتك وردود أفعالك وطريقة تفكيرك يمكنك أن تُغير حياتك وتُحقق النجاح الذي تحلم به.
في هذا المقال سنتحدث عن طريقة التفكير السيكولوجية الجديدة للنجاح، وعن أسرار النجاح السبعة ومبادئه التي يمكنك من خلالها تغيير حياتك، وتطوير عقلية النجاح الخاصة بك.
- عقلية النجاح (السيكولوجيا الجديدة للنجاح).
أثبتت الدراسات مؤخرًا بأن هناك العديد من السلوكيات التي لها دور كبير في تحقيق النجاح؛ من بين تلك الدراسات دراسة قامت بها الباحثة في جامعة ستانفورد "كارول دويك" حول كيفية تأثير عقلية الشخص على أدائه؛ حيث توصلت إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون عقلية النمو هم أكثر عرضة للنجاح من غيرهم حتى لو كان معدل الذكاء لديهم أقل.
العقلية حسب كارول دويك هي "السيكولوجيا الجديدة للنجاح" وهي نوعان العقلية الثابتة، والعقلية المتنامية أو المتطورة.
- العقلية الثابتة هي العقلية التي تتصف بالجمود والاعتقاد بعدم القدرة على التغيير والاستسلام للواقع، مما يجعل أصحاب هذه العقلية أقل نموًا وتطورًا من غيرهم.
- أما العقلية المتطورة هي العقلية التي تمتلك الصفات والمهارات والقدرات العقلية، ونظم التفكير السليمة التي تُمكن الشخص من تغيير حياته.
الأشخاص الذين يمتلكون عقلية النجاح المتنامية يعتقدون أن بإمكانهم تغيير ظروف حياتهم وتطوير أنفسهم وتحسين أدائهم من خلال العمل الجاد والمستمر.
أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الأشخاص الذين يمتلكون عقلية النجاح إلى تحقيق إنجازات كبيرة وإحداث نقلة نوعية في حياتهم هو أن عقليتهم المتطورة أو المتنامية تعمل على تغيير الطريقة التي يدرك بها الدماغ الفشل، مما يساعدهم على الاستمرار وبذل المزيد من الجهود في سبيل تحقيق أهدافهم، فهم ينظرون إلى الفشل والإخفاقات والتي تصادفهم بطريقة مختلفة وإيجابية، وهو ما يساعدهم على النمو والتكيف واكتساب الخبرة، ويمكنهم أيضًا من تطوير مهاراتهم وقدراتهم.
لذا قبل أن تفكر في تحقيق النجاح وتغيير ظروف حياتك؛ يجب أن تعمل على تطوير القدرات، والمهارات العقلية لديك وتعمل على بناء عقلية النمو الخاصة بك؛ لأن النجاح له قوانينه واستراتيجياته، حيث يبدأ من امتلاك عقلية النجاح المتنامية واكتساب نمط التفكير السليم.
عندما تقوم ببناء عقلية صحيحة وتعزز ذكائك العاطفي فمن المؤكد أنك ستنجح، لأن قدرتك على تخطي الصعاب والتحديات سوف تتضاعف، ستجد أنه من الأسهل بكثير العثور على حلول جذرية لمشاكلك وتنمية عملك وتغيير حياتك.
- أسرار ومبادئ النجاح.
من المهم أن تكون لديك أساسيات صحيحة لأن النجاح يبدأ من العقلية التي تفكر بها.
الأشخاص الناجحون هم أشخاص يقومون بتطبيق تقنيات إدارة الذات، وبعض مبادئ النجاح الأساسية في حياتهم باستمرار وهو ما يمكنهم من تطوير عقلية النجاح الخاصة بهم.
فيما يلي 7 أسرار للنجاح تعد بمثابة ركائز مهمة سوف تساعدك على إنشاء أساسيات صحيحة، وتمكنك من تطوير عقلية النجاح الخاصة بك:
1- آمن بنفسك وبقدراتك.
أول سر من أسرار النجاح هو أن تؤمن بنفسك وتعتقد بأنك قادر على تحقيق ما تريد، لأن النجاح شيء ذهني فمن المستحيل أن تكون ناجحًا حقيقيًا وأنت تفكر بعقلية الفشل ويراودك الشك وعدم اليقين.
يجب أن يكون لديك اعتقاد جازم في امكانية تحقيق أهدافك دون أن يكون هناك أي شك في قدرتك على ذلك.
النجاح يبدأ بحلم في أذهاننا يتضمن ما نأمله ونرغب في تحقيقه، لذا فإن الشخص الذي يفوز في النهاية ليس صاحب المهارة أو الخبرة؛ ولكنه الشخص الذي يعتقد أنه قادر على تحقيق ما يريد، بغض النظر عن العقبات والصعوبات التي يجب أن يتحملها في سبيل تحقيق نجاحه.
2- امتلك الرغبة الملحة في تحقيق النجاح.
الأشخاص الناجحون لديهم رغبة عميقة في تحقيق النجاح، فهم يريدون تحقيق النجاح بشدة، ويسعون بلا هوادة إلى زيادة قدراتهم وتطوير مهاراتهم.
تعد الرغبة الشديدة واحدة من أبرز الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتحقيق أحلامك، فكلما كانت لديك رغبة حقيقية ومشتعلة وراء الأهداف التى حددتها لنفسك؛ كلما كانت هي الدافع الذى يحثك على المثابرة والعمل وبذل المزيد من الجهد للوصول إلى الهدف.
سر النجاح يكمن في الدافع الذي يأتي من ربط الرغبة في تحقيق الهدف بالحصول على السعادة وتحقيق النجاح، وربط الإبتعاد عنه، أو التوقف عن تنفيذه بالفشل أو الألم.
الهدف يأتي من الرغبة، والرغبة تنبع من عمق القناعة الذاتية. عندما يكون لديك الرغبة الحقيقية في تحقيق الهدف لن يستطيع أن يوقفك أحد عن تحقيقه أيٍ كان.
3- اكتشف ما أنت شغوف به.
الشغف عنصر أساسي لتحقيق النجاح في الحياة، الشغف لا يتطلب موهبة، الشغف هو حب ما تفعله والشعور بالمتعة والحماس عند القيام به، الشخص الشغوف بعمله لديه طاقة تحفيز كبيرة جدًا تمكنه من العمل المتواصل والمستمر بدون كلل أو ملل.
تخيل أنك تمارس عملك أو وضيفتك لمدة 8 إلى 9 ساعات يوميًا بدون الاستمتاع بما تفعله. هل ستشعر بالرضا في حياتك؟
هل ستشعر بالنشاط والإيجابية للذهاب إلى العمل كل يوم؟
بكل تأكيد لا، لذا من المهم للغاية أن تفعل ما تحب، وتدرك ما الذي أنت متحمسٌ للقيام به.
ليس بالضرورة أن تجد المتعة والحماس من أول محاولة ربما تحتاج لممارسة شئ ما لم يكن شغفك ثم مع الممارسة صار شغفًا لك، لذلك اكتشف ابحث مارس حتى تجده، إن بداخل شغفك يوجد ذلك البعد الصامت الذي تتواجد فيه روحك بشكل كامل.
4- حدد أهدافك.
تحديد الأهداف يُسهل عليك التخطيط للمهام اليومية وتحديد الأولويات المهمة، ويساعدك على التركيز وتوجيه كل طاقتك وامكانياتك في سبيل تحقيق أهدافك.
التخطيط وتدوين الأهداف والعمل عليها يساعدك أيضًا على الشعور بالثقة والإيجابية مع كل تقدم تحرزه في حياتك.
من المهم جدًا أن تظل واثقًا بنفسك وإيجابيًا في تفكيرك؛ لأننا كبشر نحتاج إلى مستوى من الإشباع والشعور بالإنجاز والثقة لكي نبقى متحمسين ونتمكن من التغلب على الإحباط الذي قد نشعر به من وقت لآخر.
تحديد الأهداف الكبيرة طويلة الأجل وتقسيمها إلى أهداف صغيرة والعمل على تنفيذها مع التركيز على نتائج الأهداف الصغيرة قصيرة الأجل وربطها بالنتائج النهائية التي ستجنيها سوف يساعدك أيضًا على التخلص من القلق والإحباط ويساعدك على المضي قدمًا نحو تحقيق الأهداف الكبيرة بثقة عالية وبحماس كبير و بوتيرة يمكنك التحكم فيها.
5- اتقن عملك وقدم أفضل ما لديك.
العمل الجاد أساس الإنجازات العظيمة، بمجرد تحديد أهداف تتناسب مع ما أنت شغوف به ومتحمس له يُصبح من السهل عليك القيام بالعمل الجاد وبذل المزيد من الجهد في سبيل إتقان عملك، وإدارة ذاتك .
الشيء الوحيد الذي يجب عليك أن تدركه هو عدم وجود طريق سهل أو مختصر لتحقيق النجاح، لأن النجاح يحتاج إلى عقلية يكون فيها الشخص على استعداد تام للعمل الجاد والتضحية من أجل تحقيق نجاحه.
يمكن أن يساعدك الشغف كثيرًا في تحقيق أحلامك، عندما تكون شغوفًا بما تقوم به؛ فإنك حتمًا ستجد المتعة في العمل الجاد، وتقدم أفضل ما لديك.
6- ركز على هدفك واعمل على توجيه كل طاقاتك نحو تحقيقه.
القيام بعدة أمور في نفس الوقت لن يكون مساعدًا بأي شكل من الأشكال على تحقيق هدفك، لذا يجب عليك التركيز على مهمة واحدة والقيام بها على أكمل وجه.
عندما يتم تركيز قدراتك البدنية والعقلية في اتجاه واحد فإن طاقاتك في الأداء وحل المشاكل سوف تتضاعف بشكل كبير جدًا مما يساعدك على تحقق هدفك في الوقت المناسب.
7- الاستمرارية والإصرار.
استمر في محاولة تحقيق أهدافك مهما كانت الإخفاقات التي تواجهها، يجب أن تنظر لها بشكل إيجابي على أنها تجارب تمنحك القوة والخبرة، وتمكنك من اكتشاف نقاط ضعفك، ومعرفة معوقات نجاحك وتبدأ في العمل على التخلص منها.
عندما تحاول مرة أخرى قد تشعر بالقلق والإحباط من وقت لآخر؛ ولكن عليك بالمثابرة وإبقاء عينيك على أهدافك وتذكر النتائج التي ستحصل عليها في النهاية، والتغيير الكبير الذي سيحدث لظروف حياتك.
الأشخاص الناجحون يستخدمون الخيال والتفكير في حياتهم المستقبلية التي يريدون تحقيقها وهو ما يمكنهم من تحفيز أنفسهم والتغلب على مخاوفهم والاستمرار في بذل المزيد من الجهد حتى تتحقق أهدافهم.