كيفية الحفاظ على الهدوء النفسي
الهدوء النفسي والسلام الداخلي |
ربما تكون قد رأيت في حياتك أشخاصًا يتمتعون بـ الهدوء النفسي والراحة النفسية ويبدون دائمًا سُعداء وحيويين بغض النظر عن الأحداث التي يعيشونها، فتظل تتساءل عما إذا كانوا يعيشون على نفس الكوكب الذي تعيش فيه؟ وما هو السر الذي يجعلهم كذلك؟
الإجابة على هذا التساؤل هي أن أولئك الأشخاص أتقنوا فن إيجاد سلامهم الداخلي وتمكنوا من الحفاظ عليه، فالحياة ليست بالجيدة، ولا بالسيئة وإنما وجهة نظر الناس لها هي التي تجعلها كذلك. فما يراه البعض سيئًا قد يراه البعض الآخر جيدًا وهكذا.
ما هو الهدوء النفسي وكيف يمكن تحقيقه
المعنى الحرفي للهدوء النفسي هو تلك الحالة الذهنية التي يتواجد فيها الهدوء الداخلي والقبول والرضا مع استمرار جميع العوامل الأخرى الغير مرغوب فيها.
الدخول إلى عالم الوعي، والسلام الداخلي ،والهدوء النفسي لا يعني أننا سنودع آلامنا إلى الأبد، ولكن ذلك يعني أن نعي وندرك، أن نفهم ونتقبل، نقرأ ما وراء السطور، يتسع قبولنا، تصبح لدينا نظرة شمولية للأشياء، ونسمح لكل قصة ألم أن تأخذ مجراها الطبيعي بدون مقاومة، نعيش الألم لنفهم، نعيش الألم لنرتقي، ونتخلى عن أسلحتنا بكل هدوء.
قد نشعر بانخفاضات من وقت لآخر ولكن في العمق يوجد شعور بالسلام النفسي والقبول والرضا والاتصال بالذات الحقيقية (الروح).
كل ما تحتاجه للوصول إلى هذه الحالة هو أن تتخلص من الحيرة والتيه والبؤس الذي تعيشه، وأن تحيا حياة الهدوء التام، وذلك من خلال اختيار وضعية السكون حيث تقوم بتهدئة عالمك الخارجي تاركًا المجال لعالمك الداخلي كي يسود ويلهمك برؤية روحية حدسية، وهذا هو المراد الذي يمكنك من خلاله زيادة وعيك وتحقيق السلام الداخلي لديك.
- 10 أشياء يجب أن تدركها لكي تجد الهدوء النفسي والسلام الداخلي
فيما يلي عشرة أمور يجب أن تدركها لكي تعيش حياتك في هدوء وسلام وراحة بال:
1- أنت الأن في المكان المناسب الذي تستحق أن تكون فيه.
يجب عليك أن تدرك بأنك الآن في الوضع الذي من المفترض أن تكون فيه، بغض النظر عن الظروف أو الرحلة التي أوصلتك الى ما أنت عليه في هذه اللحظة بالرغم من الخيارات والمسارات التي كان من الممكن أن تسلكها ولم تفعلها.
يجب أن تُدرك أيضًا بأن كل شيء يحدث لسبب ما، ولا شيء يحدث بالصدفة، حتى وإن لم تفهم ما يحدث لك فقط تقبله ولا تقاومه، ولا تحكم عليه، ولا تصنفه سوف يمر كل شيء بسلام.
2- كل شيء مؤقت.
لا شيء يدوم إلى الأبد، لا الإيجابي ولا السلبي، لذلك كُن دائمًا متقبلًا لتغيير أي شيء في حياتك، كُن مثل الماء في انسجامك مع تقلبات الحياة.
3- كل ما تحتاجه موجود لديك بالفعل.
اكتشف نفسك، كُن واعي بذاتك، افهمها، تقبلها، كن مدركًا لكل ما لديك، كل ما تحتاجه هو أن تدرك نقاط قوتك، وإمكانياتك، مواهبك ومهاراتك، وقدراتك، كلها موجودة لديك، كل ما عليك فعله هو أن تقوم باستغلالها في سبيل تحقيق أهدافك.
4- أنت بخير كما أنت.
التغير خيار، كل واحد حر أن يتخذه أو لا، لهذا لا تعتقد بأن التغيير يتحقق بالقوة وكأنه شيء مفروض عليك، كما لا يحدث التغيير من مقاومة ما أنت عليه الأن؛ بل التغيير الحقيقي يأتي أولًا بقبول وضعك الحالي ثم اختيار ما تريد تغيره فيك.
5- قيمتك الذاتية تعتمد على مدى قبولك لذاتك.
تقاس القيمة الذاتية بواسطتك أنت وحدك، قيمتك تعتمد بشكل رئيسي على مدى رضاك عن ذاتك وتقبلك الكامل لها.
إذا كنت تسعى باستمرار للحصول على الموافقة والمصادقة من الآخرين فلن تكون سعيدا ابدًا.
6- أفكارك ومعتقداتك هي من تشكل حياتك.
إن ما تعتقده هو ما ستحصل عليه، هذا هو السبب في أنه من المهم جدًا أن تعرف أفكارك، فأنت تُشكل حياتك من خلال ما تفكر فيه باستمرار - جيدًا كان أو سيئًا - عندما تفكر باستمرار في شيء ما؛ فأنت تقوم ببرمجة عقلك الباطن على تحويل تلك الأفكار إلى واقع.
لذا يتوجب عليك عندما يتأزم الوضع أن تقوم بتغيير وجهة نظرك تجاه ما يحدث.
كل مشاعر القلق والصراع والشعور بالذنب والندم والحزن تأتي من عدم العيش في الوقت الحاضر، لهذا عندما تكون هنا والأن تماما يمكنك رؤية الأحداث على حقيقتها والتعامل معها من مستوى حقيقي.
7- كل ما يحدث لك لحكمة أنت لا تعلمها.
كل شيء في هذا الكون يتحرك وفق منظومة إلهية محكمة ومرتبة، حتى الأحداث التي تزعجك، والمواقف التي مررت بها، والأشياء التي رغبت في حدوثها ولم تحدث؛ ما هي إلا أمور ستدرك الحكمة منها بمرور الوقت! اعلم بأن كل قدر يحدث لك يمهد لك الطريق لقدر آخر.
لذا لا تسترجع الماضي ولا تفكر بالمستقبل، عيش اللحظة و ابحث عن شغفك واعمل عليه، فاللحظة التالية في حياتك ليست أكثر أهمية من اللحظة التي تعيشها الأن.
افعل اليوم ما تحلم به غدًا، وافهم أن ما حدث لك في الماضي كان من المفترض أن يحدث لكي تنضج وتنمو عقليًا وروحيًا.
8- معظم مخاوفك وهمية وغير صحيحة.
لا أحد يدرك الواقع بشكل مباشر، لأننا جميعًا ندرك الواقع من خلال مرشحات الإدراك الحسي؛ حيث نخصص معنى لتجاربنا فور حدوثها، بالتالي تتأثر المعاني التي نعطيها لتجاربنا بمواقفنا وتجاربنا السابقة. لذلك من المهم جدًا أن نتذكر أن الطريقة التي نرى بها الواقع عبارة عن طريقة افتراضية نقوم بها وفقًا لتصوراتنا للأحداث، وليس الحدث الفعلي نفسه.
ومن هنا يجب عليك أن تنتبه للطريقة التي تفكر بها؛ لإنك إذا لم تستخدم عقلك الواعي ستكون بعيد جدًا عن حقيقتك وعن حقيقة ما يدور حولك.
سوف يتحكم فيك عقلك الباطن بما تبرمج عليه في السابق من مخاوف، ومعتقدات، وقناعات ذهنية، ورغبات، وعادات، وعقائد مدمرة على مستوى الإحساس بالقصور الذاتي، والشعور بالذنب، والقلق والتوتر، والكبت واللامبالاة.
9- لا يمكنك التحكم في كل شيء.
تحرر من حاجتك للتحكم، الفكرة القائمة على ضرورة التحكم بنتائج حياتك هي وهم خلقته لنفسك، تحرر من حاجتك للتحكم في كل أمور حياتك.
نحن لانعرف ما سيأتي به المستقبل؛ لذلك يجب أن تُحب دون تعلق، وتعيش بدون توقع، وتفهم بدون حُكم مسبق على ما ستؤول إليه الأمور مستقبلًا.
تذكر أن ما تملك السيطرة عليه هو ردة فعلك تجاه ما يحدث لك فقط.
10- تذكر حقيقة هذه الحياة.
إحدى حقائق الحياة الأساسية التي يتعين علينا جميعًا أن نمر بها هي الوصول إلى هذا الكوكب ومغادرته يومًا ما. ربما تعمل الحياة بهذه الطريقة لتعليمنا جميعًا تحقيق أقصى استفادة من كل يوم وأن نكون أقل خوفًا تجاه ما يمكن أن نواجهه في الحياة؛ لأن النتيجة النهائية ستكون واحدة، لقد ولدنا جميعًا بلا شيء وسنغادر بلا شيء؛ لذا فمن المنطقي أن تكون مغامرًا وأن تجد جوهر الحياة في كل تجربة تقوم بها. كن على حقيقتك دائمًا، قل ما تقصده وافعل ما تريده، ليس هناك وقت مثل الحاضر للقيام بكل تلك الأشياء التي كنت تؤجلها.