كيفية احترام الذات
احترام الذات |
يمكن أن يمنحك احترام الذات شعور دائم بالتفاؤل والحيوية والرؤية الإيجابية للعالم الخارجي، والشعور بالأمان والثقة بالنفس، حيث يؤثر احترامك لذاتك بشكل صحي على دوافعك النفسية وصحتك العقلية، وعلى نوعية حياتك بشكل عام. ومع ذلك، فإن امتلاك احترام ذاتي مفرط ومرتفع جدًا أو منخفض جدًا يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير على حياتك؛ لذا يجب أن يكون لديك فهم صحيح عن المستوى الفريد لـ احترام الذات لكي تتمكن من تحقيق التوازن المناسب لك تمامًا.
في هذا المقال، سوف نتحدث عن احترام الذات، وعن أهميته، وما يترتب على تدنيه، أو الإفراط فيه، وعن العوامل والأسباب التي تؤدي إلى انخفاضه، وعن الكيفية التي يمكنك من خلالها تعزيز احترام الذات لديك.
مفهوم احترام الذات
احترام الذات مصطلح يستخدمه علماء النفس لوصف الإحساس الشخصي العام للفرد تجاه نفسه وشعوره بالقيمة الذاتية.
بعبارة أخرى، يمكن تعريف احترام الذات على أنه الرضا الشخصي والتقبل النفسي لحقيقة الوجود التي أنت عليها وتقديس النفس والسمو بها وعدم احتقارها أو التقليل من شأنها، بغض النظر عن الظروف التي تعيشها والحالة التي أنت عليها. يتم تحديد احترامك لذاتك من خلال العديد من العوامل بما في ذلك:
- معرفة قيمتك الذاتية والقبول الكامل لما أنت عليه من شخصية والعمل على تطويرها، وعدم معارضتها، أو الاستنقاص من شأنها.
- ترسيخ الثقة بالنفس والشعور بالكفاءة الذاتية، والإيمان الجازم بأنك شخصًا مؤثرًا وقادر على جعل الإبداع والتميز والنجاح أمرًا محسوسًا وملموسًا في حياتك.
- الشعور بالأمان وعدم الاهتمام المفرط بالأمور الغير أساسية ورسم الأهداف ثم السعي الحثيث نحو تحقيقها.
أهمية احترام الذات والأمور التي تترتب على انخفاضه
كتب العديد من علماء النفس عن الديناميكيات التي ينطوي عليها تطوير احترام الذات. حيث يلعب مفهوم احترام الذات دورًا مهمًا في التسلسل الهرمي للاحتياجات لعالم النفس أبراهام ماسلو، والذي يصور الاحترام كأحد الدوافع الإنسانية الأساسية.
اقترح ماسلو أن الأفراد يحتاجون إلى كل من التقدير من الآخرين واحترام الذات الداخلي لبناء الاحترام. يجب تلبية كل من هذه الاحتياجات حتى ينمو الفرد كشخص ويصل إلى تحقيق الذات.
تكمن أهمية احترام الذات أيضًا في أنه يؤثر على عملية اتخاذ القرارات لديك، وعلى علاقاتك الشخصية، وصحتك العاطفية، وعلى رفاهيتك بشكل عام. كما يؤثر أيضًا على الحافز النفسي، حيث يتمكن الأشخاص الذين يتمتعون بنظرة صحية وإيجابية لأنفسهم من فهم وإدراك إمكاناتهم وقد يشعرون بالإلهام لمواجهة تحديات جديدة. فيما يلي مجموعة من الصفات التي يتمتع بها الأشخاص الذين لديهم احترام الذات المناسب وهي:
- لديهم فهم قوي لمهاراتهم.
- لديهم القدرة على بناء علاقات صحية مع الآخرين والمحافظة عليها؛ لأن لديهم علاقة صحية مع أنفسهم.
- لديهم توقعات واقعية ومناسبة عن أنفسهم وعن قدراتهم.
- يتمكنون من فهم احتياجاتهم والقدرة على التعبير عنها.
كذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض احترام الذات يميلون إلى الشعور بضعف الثقة في النفس، والإحساس بالنقص وانحراف الفكر؛ بحيث يصبح التفكير سلبيًا جدًا وينتج عن ذلك الشعور المتواصل بالضيق والقلق، والتعاسة، والشقاء، ونبذ الوجود ورفضه، وكذلك ضياع الوقت والجهد، وعدم القدرة على تحقيق الأحلام والأهداف، فهم لا يشعرون بالحافز لتجربة أشياء جديدة لأنهم يعتقدون أنهم غير قادرون على تحقيق أهدافهم.
أما الأشخاص الذين يتمتعون بـ احترام الذات المفرط قد يبالغون في تقدير مهاراتهم وقد يشعرون بأنهم مؤهلون للنجاح، حتى بدون القدرة على دعم إيمانهم بأنفسهم. وقد يعانون من مشاكل في العلاقة ويمنعون أنفسهم من تحسين الذات لأنهم يركزون بشدة على رؤية أنفسهم مثاليين.
الأسباب والعوامل التي تؤثر على احترام الذات
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على احترام الذات. فيما يلي مجموعة من العوامل التي قد تؤثر على احترامك لذاتك وهي:
- العمر.
- العجز أو الضعف وعدم القدرة على مواجهة التحديات.
- المرض. تدني احترام الذات يمكن أن يكون من أعراض اضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب.
- الإمكانيات والقدرات البدنية.
- الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
- أنماط التفكير.
- العنصرية والتمييز.
- علم الوراثة، يمكن أن تلعب العوامل الوراثية التي تساعد في تشكيل شخصية الشخص دورًا كبيرًا، ولكن يُعتقد أن التجارب الحياتية هي العامل الأكثر أهمية.
غالبًا ما تكون تجاربنا هي الأساس لتقدير واحترام الذات بشكل عام. أولئك الذين يتعرضون باستمرار إلى التقييم السلبي، والنقد المفرط من العائلة أو الأصدقاء، على سبيل المثال، من المرجح أنهم يعانون من تدني احترام الذات. أما أولئك الذين جربوا ما أشار إليه كارل روجرز بـ الاحترام الإيجابي غير المشروط فإنهم أكثر ميلًا إلى التمتع بتقدير واحترام الذات بشكل صحي.
كيفية تحسين وتعزيز احترام الذات
هناك العديد من الإجراءات التي يمكنك اتخاذها لمعالجة مشاكل احترام الذات. تتضمن بعض الإجراءات التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في تحسين احترامك لذاتك ما يلي:
- كن أكثر وعيًا بأفكارك السلبية
تعلم كيفية التعرف على الأفكار المشوهة والمخاوف الوهمية التي تؤثر على قيمتك الذاتية، لا تشك أبدًا في قدراتك، ولا تجعل رأي الآخرين فيك يؤثر على شخصيتك ويغير من مجرى حياتك، حاول أن تكون دائمًا متجهًا نحو الأفضل؛ مهما كان جنسك، ومهما كان عرقك، ومهما كان شكلك، كل ذلك لا علاقة له بأهدافك وقدراتك وإمكانياتك.
- مارس التعاطف مع ذاتك
تدرب على مسامحة نفسك على أخطاء الماضي وامض قدمًا بقبول كل أجزاء نفسك.
- تحدى أنماط التفكير السلبي
عندما تجد نفسك منخرطًا في التفكير السلبي، حاول مواجهة تلك الأفكار بأفكار إيجابية وأكثر واقعية.
مهما كانت الشخصية التي أنت عليها اليوم، والمكانة التي وصلت إليها؛ احترم ذاتك لأن المستقبل ذاته هو من سيحدد من أنت وأين ستكون. احترم ذاتك من خلال الإقرار بقدراتها متى أنت أطلقتها، احترم ذاتك بالطموح الذي تتطلع للسمو من خلاله، تجنب الشعور بالمثالية وكمال الشخصية والسعي نحو الكمال، احترم ذاتك يسهل عليك كل أمر، واعلم أن احترامك لذاتك يولد فيك العزيمة والإرادة والإصرار، كن إيجابيًا في كل شيء، حفز النمو الإيجابي الخاص بك. لا تحكم على الأمور من البداية؛ بل انتظر بتفاؤل حتى تتجلى لك النهاية.
- استخدم الحديث الإيجابي مع النفس
انظر إلى ذاتك نظرة تحمل في طياتها الثقة والرضا والإجلال والإشادة والتقبل الكامل الغير مشروط وكأنك تجرد ذاتك إلى شخص آخر يقف بجانبك تبادله ابتسامة الثقة والاعتزاز.
أطلق العنان لقواك الخفية، انظر إلى العالم الخارجي وإلى أحلامك وطموحاتك بعين الخيال، لا تتأثر بـ جائحات الوضع المؤقتة، انظر إلى مستقبلك بنظرة مشرقة، ارسم أهدافك التي تريد تحقيقها في الحياة على جدران مخيلتك وضعها نصب عينيك دائمًا، تصور الحياة التي رسمتها لنفسك والتغيير الذي سيحدث لنوعية حياتك.
أخيرًا بالرغم من أن بعض أسباب تدني احترام الذات لا يمكن تغييرها، مثل العوامل الوراثية، وتجارب الطفولة المبكرة، وسمات الشخصية، إلا أن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتشعر بمزيد من الأمان والتقدير والثقة. تذكر أنه لا يوجد شخص أكثر قيمة من غيره. قد يساعدك وضع ذلك في الاعتبار في الحفاظ على شعور صحي باحترام الذات.