قصة حياة بيل غيتس
بيل غيتس |
قصة نجاح بيل غيتس أحد أبرز الأشخاص نجاحًا في العالم وأكثر الشخصيات إلهامًا في التاريخ الحديث، الرجل الذي عاش حياة مليئة بالعمل والإنجاز وفعل الخير.
في هذا المقال سنتحدث عن قصة نجاح الملياردير الأمريكي وليام هنري غيتس الثالث المشهور باسم بيل غيتس ، مبرمج أمريكي ورجل أعمال ومستثمر، ومؤسس مشارك لشركة مايكروسوفت، كيف شكل ثروته؟ وكيف تصدى للعقبات التي واجهته في طريقه نحو النجاح؟
سر نجاح بيل غيتس
جاء نجاح بيل غيتس من مزيج من العمل الجاد والذكاء والتوقيت والحس التجاري والحظ.
حيث سعى غيتس نحو ممارسة شغفه، وآمن بنفسه وبقدراته، وبذل قصارى جهده من أجل تحويل أفكاره إلى حقائق ملموسة.
يكمن سر نجاح بيل غيتس في أنه أخلص في عمله حيث كان يُعطيه الأولويَّة القصوى، ويحترم فكرة المشاركة مع الآخر، حيث بني شراكة رائعة ومثمرة مع صديقه، كما أنه كان يعشق الكتب حيث جعل القراءة عادة يوميَّة ومُتعة حقيقية، ومما زاد في نجاحه سعيه لفعل الخير من خلال أعماله الخيرية؛ حيث بني الثروات الماليَّة ليس بهدف اكتنازها؛ بل بهدف مشاركتها مع الآخرين لجعل العالم مكانًا أفضل.
ومما زاد في نجاحه أيضًا قدرته على المخاطره والعمل المتواصل وبذل جهد أكبر، لم يكن بيل غيتس خائفًا من المجازفة والمخاطرة، فقد خاطر عندما ترك دراسته في جامعة هارفارد ليبدأ شركته الخاصة. كما أنه خاطر عندما قام بتغيير نظام تشغيل Microsoft من MS-DOS إلى Windows. ومع ذلك، تم حساب مخاطره، حيث كان لديه ثقة كبيرة في نفسه وفي منتجه.
طفولة بيل غيتس
ولد بيل غيتس في الولايات المتحدة الأمريكية بواشنطن في 28 أكتوبر عام 1955. كان غيتس الطفل الأوسط لأبيه، حيث كان لدى بيل أخته الكبرى وتدعى كريستي، وأخته الصغرى وتدعى ليبي. كان والده محاميًا ناجحًا، بينما كانت والدته معلمة، وأصبحت عضوًا في مجلس إدارة البنك الدولي الأول.
كان بيل غيتس مولع في ألعاب الطاولة حيث كان قادرًا على المنافسة في كل شيء يفعله، فقد كان طالبًا ذكيًا ومجتهدًا وأدى أداءً جيدًا بشكل استثنائي وكانت مادة الرياضيات أفضل مادة لديه في المدرسة الابتدائية.
عندما بلغ بيل غيتس الثالثة عشرة من عمره، أرسله والده إلى مدرسة ليكسايد الإعدادية على أمل أن يكون ذلك بمثابة تحدٍ أكبر بالنسبة له. كان في ليكسايد حيث التقى بيل بشريكه التجاري المستقبلي بول ألين. كما تعرف على أجهزة الكمبيوتر عندما قررت إدارة المدرسة شراء جهاز كمبيوتر من شركة جنرال إلكتريك، أثناء وجوده في المدرسة، عمل بيل غيتس مع بول ألين معًا في نظام تابع لشركة Computer Center Corporation، للعثور على الأخطاء فيه. كتب غيتس وألين مع اثنين من الطلاب الآخرين برنامج كشوف المرتبات للموظفين مقابل وقت إضافي لاستخدام الكمبيوتر. أدى ذلك إلى أن تصبح المدرسة على دراية كاملة بموهبة غيتس حيث كان يقضي أغلب وقته في غرفة الحاسوب، وكان يهتم جدًا بتطبيقاته وبرامجه لدرجة إهمال دروسه وواجباته.
في سن مبكرة، واصل غيتس وصديقه ألين بناء برامج أخرى حيث باع بيل غيتس برنامج لتحسين حركة المرور مقابل 20 ألف دولار في سن 15 عامًا. بعدها طور برنامجًا آخر وحصل على 30 ألف دولار منه. وبهذا بدأ رحلة نجاحه إلى أن أصبح مليارديرًا ناجحًا.
دراسة بيل غيتس الجامعية
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية عام 1973 التحق غيتس بجامعة هارفارد لدراسة الحقوق؛ فقد كان يطمح في أن يكون محاميًا بارعًا كوالده، ولكنه استمر في قضاء الكثير من وقته على أجهزة الكمبيوتر. كما ظل على اتصال بصديقه بول ألين الذي كان يعمل لدى شركة Honeywell. عندما تم طرح جهاز الكمبيوتر الشخصي Altair في عام 1974، قرر بيل غيتس وصديقه ألين أن بإمكانهم كتابة برنامج BASIC ليعمل على الكمبيوتر. تواصلوا مع Altair وأخبروهم أنهم يعملون في البرمجة ويرغبون في العمل معهم.
وافقت الشركة وطلبت منهم تصميم برنامج ولكنهم لا يملكون أي معلومات عن الحاسوب الحديث، بالرغم من ذلك فقد حاولوا جاهدين أن يقوموا بمحاكاة الحاسوب الجديد فعملوا ليل نهار لكي يصلوا إلى نتيجة وبعد عمل متواصل وبذل المزيد من الجهد تمكنوا من تجهيز البرنامج، وعندما ذهبوا أخيرًا لتشغيل البرنامج كان يعمل بشكل مثالي.
بعد نجاح البرنامج قامت الشركة بالتعاقد معهم للعمل في الشركة، حيث تركا الصديقان الجامعة من أجل التفرغ بشكل كامل للعمل. حيث تم تعيين بول ألين نائب رئيس قسم البرمجيات، وعملا معًا في الشركة. بعد نجاحهم الكبير قرر الصديقان القيام ببناء شركة خاصة بهم بشكل احترافي.
إنشاء شركة مايكروسوفت
في عام 1975 بدأ غيتس في إنشاء شركة برمجيات مع صديقه بول ألين وأطلقوا عليها أسم Micro-Soft حيث دخل فيها بيل غيتس بنسبة 60٪ وبول ألين بنسبة 40٪.
في المرحلة الأولية، كانت الشركة تعمل بشكل جيد وتقدم منتجات برمجية صغيرة لشركات مختلفة، بعد ذلك بوقت قصير، بدأت الشركة في مواجهة أزمات مالية جعلت غيتس وألين يدركان أن مايكروسوفت قد هبطت إلى أدنى نقطة في متناول الجميع. كانت المشكلة تحدث بشكل رئيسي بسبب استخدام بعض البرامج المقرصنة.
ومع ذلك، كان لدى المالكين الشجاعة حتى لا يفقدوا الأمل، وبما أن النضال جزء من قصتهم، فقد توصل كلاهما إلى إطلاق نظام التشغيل MS-DOS في عام 1980 حيث أبرم بيل غيتس صفقة مع شركة IBM لتوفير نظام التشغيل MS-DOS على كمبيوتر IBM الشخصي الجديد. باع غيتس البرنامج لشركة IBM مقابل رسوم قدرها 50 ألف دولار، لكنه احتفظ بحقوق النشر الخاصة بالبرنامج.
إطلاق نظام تشغيل Windows
قام غيتس من خلال شركة مايكروسوفت في العام 1985، بإطلاق نظام تشغيل ويندوز، حيث كان هذا رد من شركة مايكروسوفت على نظام تشغيل مشابه قدمته شركة أبل في العام 1984. في البداية، اشتكى العديد من المستخدمين من أن نظام ويندوز الذي أطلقته الشركة لم يكن جيدًا مثل إصدار شركة Apple. ولكن بيل غيتس استمر في العمل على مفهوم الكمبيوتر الشخصي المفتوح. حيث تمكن من تشغيل نظام Microsoft Windows على مجموعة متنوعة من الأجهزة المتوافقة مع أجهزة الكمبيوتر، بينما كان نظام التشغيل Apple يعمل على الأجهزة التي تنتجها شركة Apple فقط.
فازت شركة مايكروسوفت بمعركة أنظمة التشغيل وسرعان ما تم تثبيت نظامها على ما يقرب من 90٪ من أجهزة الكمبيوتر الشخصية حول العالم.
لم يكن غيتس راضيًا عن مجرد الفوز بجزء نظام التشغيل في سوق البرمجيات، حيث قدم منتجات أخرى جديدة كبرامج Windows Office مثل Word وExcel. كما قدمت الشركة أيضًا إصدارات جديدة ومحسنة من نظام تشغيل Windows.
نجح بيل غيتس في مواكبة وتيرة التغيير مما جعل شركة مايكروسوفت تظل شركة البرمجيات الأولى في العالم.
حياة بيل غيتس الشخصية
تزوج بيل غيتس من "ميليندا فرينش" حيث التقى الزوجان عندما انضمت السيدة ميليندا فرينش إلى شركة مايكروسوفت كمديرة مشروعها في عام 1987 وجلس الاثنان معًا في عشاء عمل ذلك العام.
وفي يناير من العام 1994 تزوجا في جزيرة لانا في هاواي، وأنجبا ثلاثة أطفال (بنتان وابن). شرع الزوجان في سلسلة من المشاريع الخيرية بالإضافة إلى تربية ثلاثة أطفال على زواجهم الذي دام 27 عامًا.
في عام 2000 أسس بيل غيتس وزوجته مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" التي أصبحت اليوم واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم.
كيف نجح بيل غيتس في جمع ثروته
نشأ بيل غيتس في عائلة غنية إلى حد ما فقد كانت لديه خلفية ثرية، ولم يكن لديه قصة من الفقر إلى الثراء. فما كان على بيل غيتس إلا أن يعمل بجد حتى يحقق حلمه.
تأتي ثروة الملياردير بيل غيتس من شركة مايكروسوفت، التي شارك في تأسيسها مع صديقه "بول ألين" في عام 1975 بعدما ترك الدراسة في جامعة هارفارد.
امتلك غيتس 49 في المائة من شركة البرمجيات في طرحها العام الأولي في عام 1986، مما جعله مليونيرًا فوريًا، ومع ذلك فقد باع أو تنازل عن الكثير من حصته ويملك الآن ما يزيد قليلًا عن واحد في المائة من الأسهم.
في عام 1995 أصبح غيتس أغنى شخص في العالم بثروة تقدر 9.2 مليار دولار، وهو اللقب الذي قال إنه لا يرغب في الحصول عليه بسبب الاهتمام الذي جلبه له.
وفي العام 2000 استقال بيل غيتس من منصب الرئيس التنفيذي لشركة Microsoft وفي وقت لاحق في عام 2020 استقال من منصب عضو مجلس الإدارة وذلك بهدف التفرغ والتركيز على عمله الخيري.
على مر السنين، تبرع غيتس بما قيمته 35.8 مليار دولار من الأسهم لمؤسسة بيل وميليندا جيتس التي أسسها هو وزوجته، حيث تعهد العام الماضي بإنفاق المؤسسة 300 مليون دولار للتخلص من فيروس كورونا والحد من انتشاره.
في عام 2010، انضم الزوجان إلى حملة "Giving Pledge"، حيث وقعا التزامًا بالتبرع بما لا يقل عن نصف ثروتهما للأعمال الخيرية.
كما قدم السيد بيل غيتس تبرعات شخصية للعديد من المؤسسات التعليمية والمنظمات الصحية والأزمات العالمية.
في خطاب 2018 الذي يناقش العمل الخيري لمؤسسته، قال غيتس إنه أراد الشروع في عمل "هادف" من شأنه أن يحدث فرقًا كبيرًا في هذا العالم.
- إقرأ أيضًا: قصة نجاح إيلون ماسك