التطوير الذاتي
تطوير الذات وبناء الشخصية |
نحن جميعًا نرغب في تطوير ذواتنا وتحقيق النمو الشخصي في حياتنا ولكن البعض يجد صعوبة بالغة في معرفة كيف يبدأ؟ ومن أين؟
يمكن أن يؤثر تحديد أولويات التطوير الذاتي لديك بشكل إيجابي على جميع مجالات حياتك، كما يساعدك بشكل خاص على تحمل المزيد من المسؤولية في العمل للمضي قدمًا في تحقيق المزيد من النجاحات في حياتك المهنية. تنمية الذات هي بمثابة مفتاح للنجاح فكلما توفرت لديك مهارات أكثر، زادت فرصك في النجاح وفي تحقيق ما تريد.
في هذا المقال، سنتحدث عن كيفية تطوير الذات وتقوية وبناء الشخصية وتحقيق النمو الشخصي.
كيفية تطوير الذات
تطوير الذات هو ببساطة عملية تحسين مستمرة للذات، بعبارة أخرى، فإن تطوير الذات هو السعي الواعي للنمو الشخصي من خلال تعلم أشياء جديدة واكتشاف المواهب وتحسين المعرفة والكفاءة وبناء المهارات الشخصية التي تزيد من فرصنا في النجاح، وتحقيق الأهداف.
الخطوة الأولى للبدء في عملية تطوير الذات هي اكتشاف الذات ومعرفة من أنت، إعرف نفسك من خلال اكتشاف مواهبك ومهاراتك وشغفك ومعرفة نقاط القوة والضعف لديك وتطويرها وتنمية الوعي الذاتي بقدراتك وإمكانياتك.
يمنحك اكتشاف الذات فهمًا ثاقبًا لـ شخصيتك وقيمك وميولك ومعتقداتك. كما يساعدك في تحديد أهداف تتناسب مع تلك المهارات والمواهب والقدرات، ويمنحك نظرة ثاقبة لما تريد تحقيقه في الحياة.
عندما تكون واعياً بذاتك ومدركاً لـ قدراتك وإمكانياتك فإنك بذلك ستكون قادرًا وبكل ثقة على أن تحدد أهدافك وتبدأ في اتخاذ قراراتك، سيكون من السهل عليك أيضًا أن تبدأ الخطوات الفعلية في عملية التحسين من خلال تقييم مهاراتك ومواهبك وكفاءاتك الحالية.
يختلف التقييم الذاتي عن الوعي الذاتي واكتشاف الذات في أن الوعي والاكتشاف هو إدراك لشيء ما أو معرفة وجوده. من ناحية أخرى، فإن التقييم هو تحديد أو قياس مقدار أو قيمة أو أهمية أو مدى أو معدل شيء ما.
التقييم الذاتي هو عملية جمع البيانات والمعلومات حول قدراتك ومهاراتك وكفاءاتك الشخصية ومواهبك الخاصة والنتائج التي حققتها والمراجعة النقدية لـ جودة أدائك.
بعد الانتهاء من التقييم الذاتي، ستكون قادرًا بشكل أفضل على تحديد أهدافك والوصول إليها. تقيمك لذاتك سوف يمنحك المعلومات اللازمة لإنشاء خطة تطوير فعالة؛ تتضمن خطة التطوير هذه وضع أهداف أو معايير تساعدك في تحديد مسارك في الحياة؛ وذلك من خلال معرفة المهارات المحددة التي تحتاج إلى تطويرها والعمل عليها، كما يمكنك أيضًا من تركيز انتباهك على المهارات التي تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد من أجل تطويرها وجعل نفسك أكثر كفاءة فيها.
كما يساعدك التقييم الذاتي أيضًا على زيادة الدافع النفسي لإلزام نفسك في التركيز أكثر على تحسين الأداء والانضباط الذاتي واكتساب المعرفة وتنظيم الموارد، وهذا بدوره يساعدك على أن تصبح أكثر تنظيماً وفعالية مما يساعدك على تحسين كل من قدراتك وأدائك في النهاية.
عند زيادة أدائك، سوف تزداد ثقتك بنفسك ويزداد معها تقديرك لذاتك مما يساعدك في تحقيق ذاتك وإدراك إمكاناتك الكاملة وهذا بدوره سيولد لديك الشعور بالسعادة والرضا في الحياة.
يمكن تقسيم عملية التطوير الذاتي إلى ثلاثة أقسام وهي:
- تعزيز المهارات وتحسين المعرفة والكفاءة الذاتية؛ وذلك من خلال التركيز على الفعالية الشخصية وبناء العلاقات والتفاعلات مع الآخرين.
- التكيف العقلي واكتساب عقلية النمو مع التركيز الإيجابي على الأهداف والغايات من خلال التصور والخيال وذلك من أجل بناء صورة ذاتية صحية ومشاعر إيجابية تزيد من الثقة بالنفس و تقدير الذات.
- اكتساب عادات إيجابية؛ العادات هي تلك السلوكيات التي تقوم بها تلقائيًّا بشكل مستمر، لذا فإن اكتساب عادات إيجابية جديدة يكون بمثابة التأسيس الواعي للسلوك الإيجابي، بهدف تحسين أنفسنا وتحقيق حياة أكثر إنتاجية.
مهارات تطوير الذات
تطوير الذات وبناء الشخصية والنمو الشخصي عبارة عن عملية يمكنك من خلالها اكتشاف نفسك وتقييم قدراتك، وتحديد أهدافك، ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة التي ستمكنك من استغلال إمكانياتك وقدراتك ومهاراتك في سبيل تحقيق تلك الأهداف التي وضعتها لنفسك.
الهدف النهائي لتطوير الذات هو أن تكون شخصًا محققًا لذاته. هذا يعني أن تكون واعيًا بقدراتك وإمكانياتك ونقاط قوتك وتعمل بكل جهد لتحقيق النجاح والوصول إلى السعادة الحقيقية في الحياة.
فيما يلي مجموعة من المهارات التي ستمكنك من تطوير ذاتك وبناء شخصيتك وهي:
1- طور عقلية النمو لديك
يمكنك تحقيق النجاح والنمو الشخصي عن طريق تغيير طريقة تفكيرك وامتلاك نُظم التفكير السليمة.
نجاحك وتحقيق ذاتك يعتمد بشكل رئيسي على ردود أفعالك ونوع العقلية التي تفكر بها، فمن خلال التركيز على أهدافك وإجراء بعض التغييرات الواعية في سلوكياتك وردود أفعالك وطريقة تفكيرك يمكنك أن تُطور ذاتك وتُغير حياتك.
الأشخاص الذين يمتلكون عقلية النمو يعتقدون أن بإمكانهم تغيير حياتهم وتطوير أنفسهم وتحقيق أهدافهم من خلال العمل الجاد والمستمر على عكس أولئك الأشخاص الذين يمتلكون العقلية الثابتة الذين يتصفون بالجمود والاستسلام للواقع والاعتقاد بعدم القدرة على التغيير وتحقيق النجاح.
2- حدد أهدافك ورتب أولوياتك
تحديد الأهداف يحتاج إلى وضع خطة مناسبة والبدء في تنفيذها بهدف الوصول إلى الغايات المرجوة، من المهم جِدًّا أن تكون تلك الأهداف واقعية ومحددة وقابلة للقياس والتنفيذ.
ترتيب الأولويات أمر مهم أيضًا لأن الأهداف تختلف في أهميتها، فهناك المهم وهناك الأكثر أهميّة، لذا يجب عليك أن تهتم أكثر في الأمور المهمّة لكي تتمكن من تحقيق أهدافك في وقت أقل وبكفاءة أعلى.
3- طور نفسك لتكون أكثر مرونة واجعل ردود أفعالك إيجابية
تعتبر المرونة واحدة من أهم مهارات النجاح التي ستساعدك على التعافي سريعًا بعد السقوط، والاستمرار في المحاولة بعد الفشل.
بغض النظر عن ما تمر به فإنه من المهم جداً أن تكون مرنًا وأن تكون ردود أفعالك إيجابية. صحيح بأن بعض تقلبات الحياة قد تكون صعبة أحيانًا، فنحن جميعًا نختبر الصعود والهبوط والنجاح والفشل ولكننا لا نستجيب جميعًا لهذه التقلبات بنفس الطريقة. البعض قد يستسلمون ويتركون الأوقات الصعبة تهزمهم، ولكن الأشخاص الذين يفكرون بإيجابية لا يأخذون الأمور بهذه الصعوبة. هذا هو السبب في أن تطوير رد الفعل الإيجابي مهم جِدًّا. إذا كنت تمتلك مهارات إدارة الذات وتستطيع أن تكون أكثر إيجابية قليلاً فإن الأوقات السيئة لن تؤثر عليك ولن تبدو لك قاتمة للغاية.
4- حدد المهارات المطلوبة
تحديد المهارات التي تحتاجها يمكن أن يساعدك على تحسين نفسك. بالإضافة إلى القدرات القياسية، ركز أكثر على المهارات الناشئة الأكثر طلبًا في مجال عملك والتي يمكن أن تساعدك على اكتساب ميزة تنافسية مع الآخرين من حولك.
5- اجعل القراءة روتين يومي لديك
تعد القراءة بانتظام من أسهل الطرق وأكثرها فعالية للتعلم وزيادة المعرفة. من خلال القراءة يمكنك اكتساب المزيد من الخبرة في مجال عملك وتطوير رؤية استراتيجية تساعدك على التقدم في مسار حياتك المهنية. من المهم جِدًّا أن تحاول البحث عن مصادر جديدة من شأنها توسيع خبراتك. ابحث عن مؤلفين من دول وثقافات مختلفة، أو اقرأ وجهات نظر بديلة. تعلم لغة جديدة تقدم لك المزيد من مصادر القراءة.
6- استمر في تطوير ذاتك بطرق مختلفة
كلما زاد عدد الطرق التي تطور بها نفسك، زادت مجموعة مهاراتك وزادت معها فرص نجاحك. لذا حاول اكتساب عادات إيجابية وتعلم بعض مهارات الذكاء العاطفي، أو جرب بعض الأنشطة لبناء هذه المهارات. قد تتعلم شيئًا جديدًا يغير حياتك كلها.
خلاصة القول هي أن تطوير الذات هو مفتاح النجاح ونقطة التحول الرئيسية لتحقيق كل ما ترغب فيه. قد لا تنجح دائمًا بنسبة 100٪ طوال الوقت، ولكن كلما توفرت لديك أدوات أكثر، زادت فرص نجاحك.