كيفية إدارة المشاعر السلبية
كيف تتخلص من المشاعر السلبية |
يمكن للمشاعر السلبية أن تمنعنا من التفكير بطريقة صحيحة، والتصرف بعقلانية، ورؤية المواقف من منظورها الحقيقي.
عندما نكون تحت تأثير المشاعر السلبية فإننا نميل إلى رؤية ما نريد أن نراه فقط، ونتذكر ما نريد أن نتذكره، وهذا ما يعزز الشعور السلبي لدينا ويطيل بقائه ويمنعنا من الشعور بالسعادة وراحة البال.
نادرًا ما نتوقف عن التفكير ونولي اهتمامًا وثيقًا لما نشعر به. نحن لا نأخذ في الاعتبار تأثير تلك المشاعر على حالتنا العقلية والفسيولوجية، أو الآثار طويلة المدى للاحتفاظ بالعواطف، والتي قد تكون ضارة بشكل كبير جدًا، فكلما طال شعورك السلبي، أصبحت المشكلة أكثر تعقيدًا.
في هذا المقال سنتحدث عن المشاعر السلبية وعن الكيفية التي يمكنك من خلالها التعامل مع مشاعرك السلبية بشكل صحيح
تعريف المشاعر السلبية
المشاعر السلبية هي ذلك الشعور الذي يتميز بالنشاط العقلي الشديد بدرجة معينة من المعاناة والتعاسة والحزن، حيث يؤدي ذلك الشعور إلى حدوث تغيرات جسدية ونفسية تؤثر على سلوكيات الشخص وردود أفعاله.
يمكن للمشاعر السلبية أن تجعلك تكره نفسك والآخرين، وتقلل من ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك، ورضاك عن الحياة بشكل عام. حيث تقلل المشاعر السلبية من حماسنا للحياة، اعتمادًا على الطريقة التي نختار بها التعبير عن تلك المشاعر والمدة التي نسمح لها بالتأثير علينا.
المشاعر التي يمكن أن تصبح سلبية هي الكراهية، الغضب، الغيرة، الحزن، القلق، الخوف، الشعور بالذنب، اللامبالاة، اليأس ومع ذلك، فإنك سوف تواجه مجموعة كاملة من المشاعر طوال حياتك استجابةً للمواقف المتغيرة التي ستمر بها؛ ولكن هذه المشاعر طبيعية تمامًا وليس لها أي تأثير سلبي إذا تم التعامل معها والتعبير عنها بشكل صحيح.
لا يوجد عاطفة بلا هدف، لذا عندما نبدأ في استكشاف وفهم الغرض من كل عاطفة، فإننا نتعلم طرقًا جديدة للاستجابة والتي تدعم نمونا العاطفي وشعورنا بالرفاهية والهدوء والراحة النفسية.
العواطف هي ردود فعل معقدة تنطوي على العديد من العمليات البيولوجية والفسيولوجية داخل أجسامنا. يستجيب دماغنا لأفكارنا عن طريق إفراز الهرمونات والمواد الكيميائية التي تجعلنا في حالة من اليقظة. كل المشاعر تأتي بهذه الطريقة سواء كانت إيجابية أو سلبية.
إنها عملية معقدة وغالبًا ما لا نمتلك المهارات التي تمكننا من التعامل مع المشاعر السلبية. لهذا السبب نجد صعوبة في التأقلم عندما نواجهها.
كيفية التعافي من المشاعر السلبية
عندما تكون مشاعرك منخفضة تأتيك ألف فكرة سيئة وألف شعور سلبي، وعندما تكون مشاعرك مرتفعة تختفي كل تلك الأفكار والمشاعر السلبية، والسبب في ذلك هو أنك في الأولى فقدت اتصالك بوعيك، فقدت اتصالك بحضورك وباللحظة التي تعيشها، فقدت اتصالك بروحك وانخفضت الطاقة الداخلية لديك.
عندما تفقد الاتصال بهذه المستويات العالية تفقد السيطرة على أفكارك ويتخبط انتباهك، وتبدأ البرمجة الاجتماعية والصورة الذاتية التي رسمتها عن نفسك وفقًا للمعايير الاجتماعية في تحريك حياتك وتبدأ في مقاومة ما يحدث لك، ولكن دائمًا الخيار خيارك أنت؛ لأنك من يملك القرار النهائي، فإما إن تستمر في التذمر والشكوى ومقاومة الوضع المنخفض الذي هو زيف أصلًا، أو تعود وتتصل بوعيك.
ولكن كيف تتصل بوعيك وترفع مستويات الطاقة الداخلية لديك؟
يمكنك أن تتصل بوعيك وترفع طاقتك الداخلية من خلال الاسترخاء والشعور بالامتنان والرضا. عندما تسترخي تتصل بوعيك، عندما تراقب أفكارك تتصل بوعيك، عندما تركز على كل ما هو إيجابي لديك ويشعرك بالفخر والرضا والسعادة تتصل بوعيك، عندما توجه انتباهك لكل الخيرات الموجودة في حياتك التي قد تكون تجهلها أو غير منتبه لوجودها.
تتصل بوعيك عندما تحب ذاتك وما أنت عليه، وتمارس الامتنان، وتغفر وتسامح، وتبتعد عن كل ما يقلل من قيمتك و يشعرك بالدونية وعدم الاستحقاق.
فيما يلي مجموعة من الطرق التي ستمكنك من التخلص من المشاعر السلبية والتعامل معها بشكل صحيح، وهى:
1- تقبل مشاعرك السلبية وعبر عنها
أفضل الطرق للتعامل مع مشاعرنا السلبية من خلال القبول. بدلًا من الاعتقاد بأن المشاعر السلبية يجب تجنبها والتخلص منها نحن بحاجة إلى قبول أنها جزء طبيعي مما نحن عليه.
بمجرد أن تبدأ في قبول أن مشاعرك السلبية جزء طبيعي من شخصيتك، يمكنك البدء في التركيز على إعادة صياغة الموقف وكيفية رد فعلك.
عند ظهور عاطفة سلبية لديك، لا يعني ذلك أنه يجب عليك التصرف بطرق ضارة لك وبمن حولك. لا يتعلق قبول المشاعر السلبية بقبول السلوكيات السيئة أو تبريرها، بل يتعلق بخلق وعي للذات وللآخرين لخلق ردود فعل إيجابية
2- التقبل الكامل للذات والاسترخاء وممارسة الأشياء الممتعة
من المفيد للغاية حب الذات والتقبل الكامل لها والتركيز أكثر على زيادة التعاطف مع الذات، واستخدام الأنشطة الممتعة مثل القراءة، أو المشي، أو التحدث مع من تحب وغيرها.
3- التعلم وبناء الوعي الذاتي
يمكنك تنمية الوعي الذاتي لديك من خلال زيادة المعرفة الشخصية بجسمك وعقلك، وكيف يستجيبان للتوتر والحالات العاطفية الأخرى. يتيح لك هذا فهم ومعرفة متى تكون منزعجًا ولماذا، وأي الأحداث تثير إنزعاجك بحيث تكون قادرًا بشكل أفضل على تفسير الإشارات التي يرسلها جسمك، وهذا بدوره يساعدك على الاستعداد مسبقًا للتعامل معها.
4- ممارسة التمارين الرياضية
يقلل النشاط الهوائي من مستوى المواد الكيميائية المسببة للتوتر ويسمح لك بالتعامل بشكل أفضل مع المشاعر السلبية.
5- التخيل
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين ينخرطون في تخيل أفضل ما لديهم لمدة خمس دقائق يوميًا لمدة أسبوعين يمتلكون مزاج أكثر إيجابية وأكثر تفاؤلًا مقارنة بالأشخاص الذين يقضون نفس القدر من الوقت في التفكير ببساطة في أنشطة حياتهم.
يمكن أن يتضمن هذا ممارسة التأمل المحب واللطف، والذي يمكن أن يوسع من مشاعرك بالتواصل مع الآخرين وتعاطفك مع نفسك.
6- عيش اللحظة ومارس اليقظة
حاول ممارسة اليقظة والاهتمام بالأشياء الممتعة ومراقبة ما يحدث دون إصدار أحكام مسبقة.
يمكنك أيضًا إعادة التقييم وإعادة الإطار من خلال استخدام الأساليب السلوكية المعرفية لرؤية الأشياء بشكل مختلف. حاول أن تنظر للجانب الايجابي للموقف.