تقنيات إدارة العواطف والمشاعر السلبية
أساليب إدارة العواطف |
غالبًا ما نلجأ إلى أساليب أقل فاعلية واستدامة لإدارة التجارب العاطفية. قد يشمل ذلك حجب المشاعر السلبية عن طريق مشاهدة الأفلام أو الإفراط في النوم أو اللعب وغيرها الأساليب الغير صحية. إن إدارة المشاعر والأفكار غير المريحة من خلال إبعادها بإصرار يؤدي إلى نتائج عكسية وغالبًا ما يجعلها تستمر وتظهر مجددًا في أوقات لا نتوقعها.
يرتبط كبت المشاعر بمرور الوقت بمجموعة كبيرة من المشكلات الصحية. في المقابل، فإن التعامل مع غضبنا بالصراخ من المرجح أن يؤدي إلى تضخيم المشاعر السلبية بدلًا من حلها.
عندما تفشل استراتيجيات التأقلم المألوفة لدينا أو يتعذر الوصول إليها، كيف يمكننا إدارة عواطفنا بفعالية؟ كيف نمنح أنفسنا المزيد من الفرص للاستجابة بذكاء بدلًا من رد الفعل السلبي في المواقف المشحونة عاطفيًا؟
في هذا المقال، سنتحدث عن أساليب إدارة العواطف، وعن كيفية إدارة المشاعر بفعالية وتجنب نوبات رد الفعل.
من أساليب إدارة العواطف
يشار إلى قدرتنا على التعامل مع المشاعر بالذكاء العاطفي (EI) وهو ببساطة الاستخدام الذكي للعواطف. بعبارة أخرى، الذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على مراقبة مشاعره وعواطفه، والتمييز بينها واستخدام هذه المعلومات لتوجيه تفكيره وأفعاله.
يُعد تعلم إدارة المشاعر والعواطف مهارة حيوية ومهمة في حياتنا؛ لأن مشاعرنا تؤثر بشكل مباشر على سلوكياتنا وعلى طريقة تفكيرنا. إذا كان لدينا مشكلة في إدارة مشاعرنا، فإننا معرضون بشكل أكبر لخطر ردود الفعل السلبية والانفعالات العاطفية غير الملائمة أو المحرجة، أو الشعور بالتشتت بسبب أفكارنا، أو الشعور بأننا نواجه صعوبة في التأقلم والتواصل مع الآخرين.
فيما يلي 4 أساليب لإدارة العواطف والتخلص من المشاعر السلبية وتحقيق مزاج أكثر إيجابية وهدوءًا وهي كما يلي:
- تحديد الشعور، حدد ما تشعر به، وما تعاني منه، هل يمكنك وصف شعورك؟ التعرف على مشاعرك سوف يساعدك على فهم ما تشعر به وتحديد كيفية التعامل معه وشرحه للآخرين.
- الاعتراف والقبول، يجد بعض الناس صعوبة كبيرة في التأقلم والمحافظة على حالتهم النفسية عندما يواجهون مشاعر سلبية معينة؛ مثل الغضب أو الحزن. وقد يحاولون قمعها وتجنب حتى السماح لأنفسهم بمعرفة هذه المشاعر غير السارة. لكن الاعتراف بشعور غير مرغوب فيه وقبوله لن يجعله أقوى أو أكثر حدة. من المهم أن تعرف أنه كلما تجنبنا عواطفنا كلما أصبحت أكثر حدة. هذا غالبًا ما يؤدي إلى مواقف سلبية عندما تطغى علينا عواطفنا ونواجه صعوبة في إدارتها. أو في أوقات أخرى، قد تعبر المشاعر عن نفسها بطرق أخرى غير مباشرة. على أي حال، من الأفضل دائمًا أن تدع نفسك على دراية بما تشعر به.
- عبر عن الشعور، بعض الطرق الصحية للتعبير عن مشاعرك تشمل: الكتابة عن تجربتك، وعن ما تمر به، أو التحدث عن تجربتك مع شخص تشعر معه بالراحة؛ يمكنك البكاء إذا احتجت إلى ذلك. التعبير عن الشعور هو بمثابة تحرير عاطفي، يمكنك ممارسة طقوس مشاعرك عندما تكون بمفردك أو مع شخص تثق به؛ أو أي نشاط آخر يسمح لك بالتعبير عن شعورك طالما أنه لا يضر بك أو بأي شخص آخر.
- استخدم استراتيجية صحية للاعتناء بنفسك، ابحث عن نشاط يساعدك على الشعور بالتحسن في الوقت الحالي. قد يشمل ذلك التنفس العميق، والتحدث إلى شخص تثق به للحصول على الدعم، أو أخذ قيلولة أو الاستحمام، أو ممارسة الرياضة، أو القراءة، أو المشي. ابحث عن أفضل ما يناسبك عندما تشعر بالضيق. لكن اعلم أن ما يناسبك قد يكون مختلفًا عما يناسب غيرك.
مهارات إدارة العواطف
هناك عدد من المهارات التي يمكن أن تساعدك في تنظيم عواطفك وهي:
1. خلق مساحة
المشاعر تحدث فجأة وبسرعة. لذا فإن المهارة الأولى في تنظيم المشاعر الصعبة هي التوقف. خذ نفس ولا تتسرع في ردة فعلك تجاه ما حدث. أبطئ اللحظة بين حدوث الفعل والاستجابة له.
2. لاحظ ما تشعر به
من المهارات التي لا تقل أهمية هي القدرة على إدراك ما تشعر به. يوصي الدكتور جودسون بروير، دكتوراه في الطب، بممارسات لتصبح أكثر فضولًا بشأن ردود أفعالك الجسدية. انغمس في نفسك وفكر في أحد أجزاء جسدك، لاحظ الأحاسيس؟ هل معدتك مضطربة؟ هل تتسارع ضربات قلبك؟ هل تشعر بشد في رقبتك أو رأسك؟
يمكن أن تكون الأعراض الجسدية لديك دليل على ما تمر به عاطفيًا. يمكن أن يؤدي الاستفسار عما يحدث لك جسديًا إلى تشتيت تركيزك والسماح لبعض شدة المشاعر بالتلاشي.
3. تسمية ما تشعر به
بعد ملاحظة ما تشعر به، يمكن أن تساعدك القدرة على تسميته في السيطرة على ما يحدث. اسأل نفسك: ماذا تسمي المشاعر التي تشعر بها؟ هل هو غضب أم حزن أم خيبة أمل أم استياء؟ وماذا أيضا؟ الخوف هو أحد المشاعر القوية التي غالبًا ما تختبئ تحت المشاعر الأحرى.
يشعر الكثير منا بأكثر من عاطفة في وقت واحد، لذلك لا تتردد في تحديد المشاعر المتعددة التي قد تشعر بها. ثم حاول أن تتعمق قليلًا. إذا شعرت بالخوف، حدد ما الذي تخاف منه؟ إذا شعرت بالغضب، ابحث عن السبب وراء غضبك، أو ما الذي أنت غاضب منه أو تجاهه؟ ستساعدك القدرة على تسمية مشاعرك على الاقتراب خطوة واحدة من مشاركة مشاعرك مع الآخرين.
4. التعاطف مع الذات
العواطف جزء طبيعي من كيفية استجابتنا للمواقف. بدلًا من تأنيب نفسك بسبب شعورك بالخوف أو الغضب، إدرك أن ردود أفعالك العاطفية صحيحة. حاول ممارسة التعاطف مع الذات وامنح نفسك الوقت الكافي. اعلم أن اختبار المشاعر هو رد فعل بشري طبيعي.
5. ممارسة اليقظة
تساعدنا اليقظة الذهنية على "عيش اللحظة" من خلال الانتباه إلى ما بداخلنا. استخدم حواسك لتلاحظ ما يحدث من حولك بدون أن تحكم عليه أو تصنفه. يمكن أن تساعدك هذه المهارات على البقاء هادئًا وتجنب الانخراط في أنماط التفكير السلبية عندما تكون في خضم الألم العاطفي.
اقرأ أيضًا: ما هي استراتيجيات السعادة