تعريف الحب ومراحله في علم النفس
مراحل الحب في علم النفس |
الحب أحد أكثر العواطف غموضًا وتعقيدًا في الوجود البشري، الحب الرومانسي على وجه الخصوص، يبدو وكأنه لغز يصعب علينا حله. إنه شعور ممتع وجميل، وربما مؤلم أحيانًا. الحب هو تلك التعويذة السحرية التي تفجر نبع المشاعر والعواطف الجميلة في عقولنا وقلوبنا فـ تغمرنا وتفيض على من حولنا فـ ترويهم أو تشقيهم. الحب الحقيقي هو الروح التي تنفخ فيك فتحييك.
في هذا المقال، سنتحدث عن مراحل الحب في علم النفس
تعريف الحب في علم النفس
من وجهة نظر علماء النفس فإن الحب هو الشعور الذي يحفز الدماغ على إفراز هرمونات المتعة والدوبامين حيث يحب العشاق أن يكونوا سويًا، لأن ذلك يساهم في إنتاج هرمونات مختلفة تؤدي إلى الشعور بالسعادة والمتعة.
كما يُعرف البعض الآخر الحب من الناحية النفسية بأنه مجموعة من المشاعر والسلوكيات التي تتميز بالحميمية والعاطفة والالتزام. إنه ينطوي على الرعاية والتقارب والحماية والجاذبية والمودة والثقة. يمكن أن يختلف الحب في شدته ويمكن أن يتغير بمرور الوقت.
يرتبط الحب بمجموعة من المشاعر الإيجابية، بما في ذلك السعادة والإثارة والنشوة والرضا عن الحياة، ولكن يمكن أن يؤدي أيضًا إلى المشاعر السلبية مثل الغيرة والتوتر.
مراحل الحب الثلاثة في علم النفس
الوقت الذي يستغرقه الأشخاص للوقوع في الحب يختلف من شخص لآخر، قد يستغرق الأمر ثوانٍ فقط، وبالنسبة للآخرين، قد يستغرق سنوات. إذا كان لدى شخصٍ ما تجارب إيجابية أكثر ويعرف ما يريده بالضبط، يمكن أن يحدث الحب بسرعة أكبر من الشخص الذي يكون قد تعرض لصدمة أو انفصال صعب في الماضي، لكن هذا يعتمد أيضًا على كيفية تعريف الشخص للحب وقوة اتصاله به.
حدد علماء النفس والخبراء في الحب ثلاث مراحل للعلاقة، حيث تبدأ هذه المراحل من الوقوع في الحب إلى العيش في سعادة دائمة (أو على الأقل لفترة من الوقت)، وهي كما يلي:
مرحلة الافتتان والوقوع في الحب
في هذه المرحلة يحدث الانجذاب الجسدي، الجاذبية تأتي إليك بسرعة. وفقًا لإحدى الدراسات، يستغرق الأمر خمس ثوانِ فقط حتى يعرف الشخص ما إذا كان ينجذب إلى شخص ما. يؤدي هذا الاندفاع الشديد نحو الطرف الآخر إلى إطلاق المواد الكيميائية العصبية في الدماغ، مثل الدوبامين والنورادرينالين، هذه المواد تجعلنا نشعر بالرضا والحيوية والنشوة، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى انخفاض الشهية والأرق.
تشير بعض الدراسات البيولوجية العصبية إلى أن مناطق الدماغ تصبح أكثر إثارة عندما يرى شخص ما وجه الشخص الذي يحبه أو ينجذب إليه.
وحسب علماء النفس فإن الحب يبدأ في المخ وليس في القلب. عندما يذكر الناس أنهم في حالة حب، فإن لديهم تسونامي من النشاط في الدماغ.
في كثير من الأحيان، ننجذب إلى الشخص الذي نشعر بأنه مألوف، يوضح الدكتور ألبرز أن هناك الكثير مما يحدث دون وعي من حيث الانجذاب نحو شخص ما، وعادةً ما يكون ذلك لأنهم مألوفين بسلوكياتهم، أو طريقة تعاملهم، أو الطريقة التي يقدمون أنفسهم بها للعالم من حولهم.
على الرغم من أن هذه المرحلة من الحب لا تدوم طويلًا، إلا أن هناك مستوى معين من الإثارة والقوة المرتبطة بها لاستمرار العلاقة.
مرحلة الحب الرومنسي
إذا كانت المرحلة الأولى من الوقوع في الحب تتعلق بالجاذبية، فإن المرحلة الثانية تدور حول ازالة النظارات ذات اللون الوردي ورؤية الشخص الذي تنجذب إليه على حقيقته. من الطبيعي زرع التوقعات والرغبات على الشخص الذي ننجذب إليه في محاولة لملاءمة القالب لتلك الرومانسية التي طالما حلمنا بها.
أول علامة على أن مرحلة الافتتان تتلاشى هي الشعور بخيبة الأمل بسبب إدراك الطرفين لأخطاء وعيوب بعضهم البعض، بالتالي فإن العلاقة هنا تواجه نقطة تحول. يتطلب اجتياز هذه المرحلة القدرة على التنازل، والتحدث عن احتياجاتك ورغباتك، وتعلم كيفية حل النزاع بشكل فعال.
بدلًا من محاولة تغيير شريكك، يجب أن يكون تركيزك على تعلم احترام بعضكما البعض. إذا تمكن الطرفين من تقبل كل واحد منهم الآخر بكل ما فيه من عيوب ومزايا ثم واصلوا الترابط، فإن ذلك ما ينقلهم إلى المرحلة التالية من الحب.
الأشخاص الأكثر نجاحًا في الحب هم أولئك الذين يمكنهم قبول الطرف الآخر كما هو دون محاولة تغييره.
مرحلة حب العشرة والرفقة (الحب الناضج)
هذه المرحلة هي أعلى درجات الحب ويحدث فيها الحب الحقيقي الدائم وتشمل حسن العشرة وتقبل كلا الطرفين لأخطاء وعيوب بعضهما البعض.
في هذه المرحلة تميل مستويات الدوبامين إلى الانخفاض بحيث تبدأ إثارة الحب والأدرينالين الذي كنت تشعر به أثناء مرحلة الانجذاب الأولى في الاستقرار. مع تقوية علاقتك مع شريكك وإنشاء ارتباط وثيق به، يزيد عقلك من مستويات الأوكسيتوسين الذي يُطلق عليه أحيانًا "هرمون العناق"، لأنه يدفعك أنت وشريكك إلى الاقتراب والترابط أكثر، حيث يساعدك في الحفاظ على هذا الشعور المترابط الذي تشعر به لفترات أطول.
في هذه المرحلة كل مشاعر الشهوة والإثارة الجامحة للجاذبية تتلاشى وتتحول إلى مشاعر اتصال. يتحول الأمر من الانجذاب والرغبة إلى الاهتمام باحتياجات هذا الشخص والشعور بأنك مهتم بمستقبله وتستثمر فيه.
لمجرد أنك لا تتوق إلى الشخص لا يعني أنه ليس حبًا حقيقيًا؛ في الواقع، عادة ما يكون الحب الناضج أعمق وأكثر جدوى ناهيك عن كونه أكثر أنواع الحب استدامة.
تشمل علامات الحب الناضج القبول والدعم العاطفي والالتزام والهدوء والاحترام والاهتمام واللطف والصداقة والمراعاة.
بمجرد أن ترتبط بشخص ما، فإنه يلعب دورًا مهمًا جدًا في حياتك حتى عندما تشاركه في أصغر الأنشطة اليومية العادية، حيث تميل إلى النمو معًا والشراكة.
وفقًا للباحثين، فإن إحدى أكثر الطرق فعالية لإبقاء شرارة الحب حية هي الحداثة. وجدت الدراسات التي تابعت الأزواج لسنوات أن القيام بأنشطة جديدة ومثيرة وصعبة معًا لها فوائد كبيرة للعلاقات.
التوقف عن اطلاق الأحكام، وإحياء المراحل الأولى والحفاظ على الحداثة، هي مفاتيح فك شفرة الحب الدائم.
- إقرأ أيضًا: سيكولوجية الحب