قوة التفكير الإيجابي
التفكير الإيجابي |
التفكير الإيجابي ليس مجرد شعور ينشأ عندما يحدث شيء جيد في الحياة ولكنه القدرة على الاحتفاظ بالأمل والاهتمام بغض النظر عما يحدث.
التفكير الإيجابي هو الجزء الرئيسي من الذكاء العاطفي الذي يُمكن الشخص من إدراك المعنى الإيجابي لمشاعره، ويساعده على إدارة عواطفه والمواقف التي يمر بها بطريقة إيجابية.
التفكير الإيجابي
التفكير الإيجابي هو موقف عاطفي وعقلي يركز على الخير ويتوقع النتائج التي ستفيدك. يتعلق الأمر بتوقع السعادة والصحة والنجاح بدلًا من توقع الأسوأ.
يمكن أن يكون للتفكير الإيجابي تأثير كبير على صحتك الجسدية والعقلية. ولكن هذا لا يعني عدم الاكتراث للمشاكل والأحداث السلبية وتجاهل الواقع. هذا يعني ببساطة أنك تتعامل مع الخير والشر والأخبار السلبية أو المواقف العصيبة بنظرة إيجابية وتتوقع أن الأمور ستكون على ما يرام. بمعنى أنك قادر على النظر إلى ما وراء الأزمة أو الانتكاسة بدلًا من أن تتركها تستهلكك.
قد تضطر إلى الاعتراف بالجوانب السلبية ومعالجتها، لكنك تدرك أنك ستتجاوزها. أنت تعلم أن الأخبار والمواقف السيئة لا تعني النهاية أو أن العالم بأسره سيء أو أنك لن تجد الخير أبدًا مرة أخرى.
يبدأ التفكير الإيجابي غالبًا بالحديث الذاتي. إذا كنت تمارس الحديث السلبي مع نفسك وتركز أكثر على كل الجوانب السلبية، فمن المحتمل أنك أكثر تشاؤمًا. لكن هذا لا يعني أنك لا تستطيع تغيير سلوكك لاكتساب عقلية أكثر إيجابية. يتطلب الأمر بعض الجهد، للتدرب بوعي على تبني نهج أكثر إيجابية، والعمل على تغيير أنماط التفكير السلبية وذلك من خلال اليقظة والتعاطف مع الذات.
فوائد التفكير الإيجابي
الأشخاص الذين يفكرون بإيجابية يميلون إلى أن يكونوا أقل تأثرًا بالتوتر. تشير الأبحاث إلى أن امتلاك المزيد من الأفكار التلقائية الإيجابية يساعد الناس على أن يصبحوا أكثر مرونة في مواجهة أحداث الحياة المجهدة. الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من التفكير الإيجابي يواجهون أحداث الحياة المجهدة بإحساس أعلى بمغزى الحياة.
يمكن أن تؤثر قوة التفكير الإيجابي على صحتك الجسدية والعقلية. قد تشمل الفوائد الجسدية ما يلي:
- عمر أطول.
- انخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب.
- صحة بدنية أفضل.
- نظام مناعة أقوى ومقاومة أكبر للأمراض مثل نزلات البرد.
- يخفض ضغط الدم.
- إدارة أفضل للتوتر ومهارات التأقلم خلال اللحظات العصيبة.
تشمل الفوائد العقلية أيضًا الآتي:
- المزيد من الإبداع
- مهارة أكبر في حل المشكلات
- تفكير أوضح
- موقف ثابت مع تقلبات مزاجية أقل
- مهارات أفضل في التأقلم
- قدرة أكبر على التكيف مع التغيير
- انخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب
كيف تمارس التفكير الإيجابي؟
على الرغم من أنك قد تكون في أغلب الأوقات أكثر عرضة للتفكير السلبي، إلا أن هناك استراتيجيات يمكنك استخدامها للتفكير بطريقة إيجابية. ممارسة هذه الاستراتيجيات بانتظام سوف تساعدك على التعود والحفاظ على نظرة أكثر إيجابية للحياة.
- راقب أفكارك: ابدأ في الاهتمام بنوع الأفكار التي تراودك كل يوم. إذا لاحظت أن أغلبها أفكار سلبية، فابذل جهدًا واعيًا لإعادة صياغة طريقة تفكيرك بطريقة أكثر إيجابية.
- مارس الامتنان: ممارسة الامتنان سوف تساعدك على تعلم تطوير نظرة أفضل لحياتك. تجربة أفكار الامتنان تساعد الأشخاص على الشعور بمزيد من التفاؤل.
- استخدم الحديث الإيجابي مع نفسك: الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تشكيل نظرتك لنفسك وللحياة. أظهرت الدراسات أن التحول إلى الحديث الذاتي الإيجابي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مشاعرك وكيفية استجابتك للتوتر.
- ركز على نقاط قوتك: فكر في نقاط قوتك الشخصية. خطط لاستخدام هذه القوة بطرق جديدة تساعدك على تحقيق أهدافك. ثم ابدأ في تنفيذ خططك. هذه الطريقة سوف تعزز سعادتك وتقلل من أعراض الاكتئاب لديك.
- تخيل أهدافك المستقبلية وكأنها قد تحققت: تصور أفضل ما لديك في المستقبل. فكر بالتفصيل في رؤية مشرقة لمستقبلك. تشير الأبحاث إلى أن الشخص عندما يتخيل أن حياته تسير على ما يرام، سيكون أكثر سعادة في الوقت الحاضر.
من المهم ملاحظة أنه يمكن أن يكون للتفكير الإيجابي بعض المزالق المحتملة أحيانًا. في حين أنه من المهم أن يكون لديك نظرة إيجابية عامة، فإن التوقعات المرتفعة بشكل غير واقعي يمكن أن تؤدي إلى خيبة الأمل. يمكن أيضًا أن يكون للإيجابية السامة - عدم القدرة على قبول أي مشاعر سلبية - تأثير سلبي على الصحة العقلية.
5 نصائح لبدء التفكير الإيجابي
امتلاك موقف إيجابي يتطلب الممارسة. إذا كنت تعاني من التفكير السلبي، فاعلم أنه لا يمكنك تغيير طريقة ممارسة الحديث الذاتي السلبي تمامًا بين عشية وضحاها. قد يكون من الصعب على الأشخاص الذين لديهم أفكار أكثر تشاؤمًا تغيير عادات تفكيرهم. فيما يلي مجموعة من النصائح التي ستساعدك على التفكير بطريقة إيجابية:
1. احصل على قسط كافي من النوم
الحصول على قسط كافي من النوم يؤهلك ليوم أفضل. النوم الجيد يساعدك على إعادة شحن طاقتك الداخلية التي تمكنك من إنجاز مهامك بكفاءة أكبر ومزاج أفضل، لذا حاول تطوير روتين ليلي جيد يعطي الأولوية لنومك.
2. تقبل المواقف كما هي
إذا كنت في موقف سلبي، فلا معنى أن تكون في حالة إنكار وتتظاهر بأنه لم يحدث شيء أبدًا. من المهم جدًا أن تركز على الموقف وتتعامل معه بطريقة إيجابية وذلك من خلال فهم موضع سيطرتك عليه وقدرتك على تغييره أو التحكم في نتائجه. اقبل ما لا يمكنك تغييره وابذل قصارى جهدك للتفكير في إيجابيات الموقف بدلًا من التركيز على سلبياته.
3. حدد المجالات التي تحتاج إلى العمل عليها
هل هناك موقف أو بيئة معينة تجعلك متشائمًا بشكل لا يصدق؟ إذا تمكنت من تحديد المجالات التي تؤثر بشكل سلبي على نظرتك الإيجابية للأشياء، يمكنك البدء في العمل على استراتيجيات مناسبة تساعدك على تشتيت أفكارك وإشغال نفسك بأشياء أخرى.
على سبيل المثال، يمكن أن تكون أوقات فراغك أو تنقلاتك إلى العمل تمنحك أفكارًا سلبية. حاول أن تستمتع بالتحدي. في المرة القادمة، قم بإنشاء قائمة تشغيل ممتعة من الموسيقى لتشغيلها عند التوجه إلى العمل. تجنب الأشخاص أو الأماكن التي تستنزف طاقتك، حاول قضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص الإيجابيين.
4. ابحث عن الفكاهة واقضِ الوقت مع الأشخاص أو الأشياء التي تجعلك تضحك
إن بذل قصارى جهدك لإيجاد الفكاهة في حياتك اليومية سوف يساعدك على النظر إلى الجانب المشرق لحياتك ويساعدك أيضًا على إدارة مستويات التوتر لديك وتقليل معدل ضربات القلب، مما يُحتمل أن يُحسن صحتك الجسدية.
5. كن واقعيًا
على الرغم من الفوائد الكبيرة للتفكير الإيجابي، إلا أنه من المهم جدًا أن تكون عقلانيًا ومنطقيًا مع عقليتك. لا يمكنك تجنب مواجهة بعض الأيام السيئة والنتائج السلبية في الحياة، لذا فإن الموقف الإيجابي الواقعي هو الأفضل.