حياة باروخ سبينوزا وفلسفته
 |
| باروخ سبينوزا |
كان باروخ سبينوزا فيلسوفًا يهوديًا هولنديًا عاش في القرن السابع عشر، رفض التقاليد وركز في كتاباته على الفكر العقلاني، والحتمية، والنسبية الأخلاقية.
يعتبر باروخ سبينوزا من أوائل الفلاسفة العقلانيين. أثرت فلسفته على عصر التنوير في أوروبا خلال القرن الثامن عشر واستمرت في إلهام المفكرين المعاصرين مثل هيجل، وفرويد، وألبرت أينشتاين.
السيرة الذاتية لـ باروخ سبينوزا
عاش باروخ سبينوزا حياة تأملية ومثيرة للجدل رفض المعتقدات التقليدية لعصره. عندما كان شابًا، كان يُعتبر طالبًا متميزًا في التلمود وعالمًا دينيًا واعدًا. لكنه سرعان ما وجد نفسه خارج التقاليد الأرثوذكسية بسبب آرائه الراديكالية وغير التقليدية. فيما يلي سيرة موجزة لباروخ سبينوزا:
- الطفولة والتعليم: ولد سبينوزا في 24 نوفمبر عام 1632، في مدينة أمستردام، هولندا، لعائلة من المهاجرين اليهود الفارين من البرتغال بسبب محاكم التفتيش الإسبانية والبرتغالية. نشأ سبينوزا في مجتمع يهودي، وتلقى تعليمه في مدرسة كيتر توراة الدينية التابعة لمجمع تلمود توراة في أمستردام. درس اللغة العبرية وأعمال الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون.
- الطرد: على الرغم من كونه باحثًا عبريًا ماهرًا، فقد تأثر سبينوزا بأفكار خارجية من أرسطو والرواقيين اليونانيين وتوماس هوبز ورينيه ديكارت. بدأ سبينوزا في تطوير أفكار جديدة جذرية حول طبيعة الله والواقع. أدى اهتمامه المبكر بالأفكار العلمية والفلسفية الجديدة إلى طرده رسميًا من الكنيس اليهودي عام 1656، حيث أصدرت السلطات الدينية اليهودية في أمستردام أمرًا قضائيًا ضده بتهمة الإلحاد. غادر سبينوزا أمستردام ووصل في النهاية إلى مدينة لاهاي الهولندية، حيث عمل في مطحنة لصناعة العدسات البصرية وصقلها.
- الأعمال المنشورة: بعد سنوات قليلة من حرمانه، نشر سبينوزا كتابه الأول، مبادئ الفلسفة الديكارتية عام (1663)، وهو العمل الوحيد الذي نُشر باسمه الحقيقي. استخدم سبينوزا أسماء مستعارة لنشر أعماله اللاحقة، بما في ذلك كتابه المثير للجدل "رسالة في اللاهوت والسياسة" الذي نشره عام (1670). انتقدت آراء سبينوزا الكتاب المقدس في كل من التقاليد اليهودية والمسيحية. يعتقد سبينوزا أن التوراة والكتاب المقدس نصوص بشرية بدون وحي إلهي. توفي سبينوزا في لاهاي عام 1677 عن عمر يناهز أربعة وأربعين عامًا. أكثر أعماله تأثيرًا، هو كتاب الأخلاق، الذي نُشر بعد وفاته في نفس العام.
- التأثير والإرث: تم رفض عمل سبينوزا إلى حد كبير خلال حياته، لكنه استمر في التأثير على الفلاسفة لعدة قرون، بما في ذلك إيمانويل كانط، وفريدريك نيتشه، وكارل ماركس.
فلسفة باروخ سبينوزا
دارت فلسفة سبينوزا حول إيمانه بمادة مطلقة تملي الواقع. فيما يلي 5 مواضيع رئيسية لفلسفة سبينوزا وأعماله:
- العقلانية: كان سبينوزا عقلانيًا أعطى الأولوية للعقل والحكم على الرأي والخرافات.
- الحتمية: اعتقد سبينوزا أن الإرادة الحرة كانت وهم. بالنسبة لسبينوزا، تُملي القوانين الطبيعية للكون علاقة السبب والنتيجة التي تتجاوز الفهم أو السيطرة البشرية.
- الله أو الطبيعة: آمن سبينوزا بوجود الله في سياق وحدة الوجود بدلًا من سياق الدين التقليدي. كتب سبينوزا عن "deus sive natura"، والتي تعني "الله أو الطبيعة"، ليصف إيمانه بأن الله هو جوهر الكون. جادل سبينوزا بأن البشر يمكنهم تحقيق "النعيم الحقيقي" من خلال تنمية معرفة الله كمجموعة من القوانين الطبيعية وتنمية حب فكري لله. كان تصور سبينوزا عن الله على أنه مجموع القوانين الطبيعية وليس كيانًا محددًا فكرة راديكالية في ذلك الوقت، ولكن لاحقًا تبناها عالم الفيزياء النظرية ألبرت أينشتاين.
- النسبية الأخلاقية: رفض سبينوزا أفكار اليهودية والمسيحية بأن هناك شيئًا مثل الخير والشر. بدلًا من ذلك، اعتقد سبينوزا أن طبيعة العقل البشري هي تصنيف الأشياء التي تحسن الرفاهية على أنها جيدة. استخدم سبينوزا الكلمة اللاتينية "كوناتوس" لوصف رغبة البشرية المتأصلة في الحفاظ على الذات.
- الأحادية: رفضت ميتافيزيقيا سبينوزا الثنائية الديكارتية وافترضت أن كل شيء هو جزء من الله. كتب سبينوزا عن النظرة الأحادية للعالم حيث تأتي كل الأشياء الخاصة من جوهر واحد وواقع.
أقوال باروخ سبينوزا
فيما يلي أشهر أقوال سبينوزا:
السعي إلى الفهم هو الأساس الأول والوحيد للفضيلة.
إن الله هو السبب الساكن في كل الأشياء وليس السبب العابر.
لا يوجد شيء في الكون مشروط، ولكن كل الأشياء مشروطة لتوجد وتعمل بطريقة معينة من خلال ضرورة الطبيعة الإلهية.
إن أعلى نشاط يمكن أن يحققه الإنسان هو التعلم من أجل الفهم، لأن الفهم يعني الحرية.
إذا كنت تريد أن يكون الحاضر مختلفًا عن الماضي، فقم بدراسة الماضي.
- masterclass, baruch spinoza life and philosophy, Retrieved 2023-07-09. Edited
- brainyquote, baruch spinoza quotes, Retrieved 2023-07-09. Edited
